قال : وكان ناظما ناثرا فاضلا عروضيا ، نحويا ، حسن المحاضرة ، رقيق الحاشية لطيف المعاشرة ، وصنف كتابا في العروض ، ومات ولم يبلغ ثلاثين سنة.
أنشدني عفيف الدين عبد الرحمن بن عوض قال : أنشدني تاج الدين أحمد بن عبد الغني حفيد الشيخ أبي سعد النحوي لنفسه يرثي شمس الدين محمد بن علي بن المهذب ، وكان غرق بحماه في العاصي عند مسجد ابن نظيف ، وكان صديقا له ، فأسف عليه ، وقال فيه يرثيه :
لتبك العيون الجامدات محمدا |
|
فقد أبلت الأيام حسن شبابه |
غريب غريق أدركته شهادة |
|
تخفف عن أهليه عظم مصابه |
كريم أسال البحر من سيب كفه |
|
فلذ له أن مات تحت عبابه |
وأنشدني عبد الرحمن بن عوض المعري قال : كتب إلي أحمد بن عبد الغني لنفسه ، ثم أنشدنيها بعد ذلك :
ما بين خيف منى إلى الجمرات |
|
فمواقف الحجاج من عرفات |
(٢٢٩ ـ ظ)
ظبيات أنس يقتنصن الأسد بال |
|
ألحاظ أفديهن من ظبيات |
عارضننا بالمازمين (١) سوافرا |
|
عن أوجه بالورد منتقبات |
ونحرننا عوض الأضاحي فاغتدت |
|
أبداننا تجزى عن البدنات |
منها :
أمعرة النعمان بعدك مل من |
|
جسمي الضنا وسئمت طيب حياتي |
أترى يساعدني الزمان فأرتوي |
|
من عذبك السلسال قبل مماتي |
ما بين ثغرتها وباب كفيره |
|
رام يصيب مواقع الثغرات |
_________________
(١) موضع في مكة بين المشعر الحرام وعرفه ، وهو شعب بين جبلين يفضي آخره الى بطن عرفه. معجم البلدان.