أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان المعري لنفسه وهي في أبي الرضا عبد الله بن محمد بن عبد الله القصيصي الكاتب :
يا ساهر البرق أيقظ راقد السمر |
|
لعل بالجزع أعوانا على السفر |
وإن بخلت عن الأحياء كلهم |
|
فاسق المواطر حيا من بني مطر |
ويا أسيرة حجليها أرى سفها |
|
حمل الحلي بمن أعيى عن النظر |
ما سرت إلّا وطيف منك يصحبني |
|
سرى أمامي وتأويبا على أثري |
لو حط رحلي فوق النجم رافعة |
|
ألفيت ثم خيالا منك منتظري |
يود أن ظلام الليل دام له |
|
وزيد فيه سواد القلب والبصر |
لو اختصرتم من الاحسان زرتكم |
|
والعذب يهجر للافراط في الخفر |
لو اختصرتم من الاحسان زرتكم |
|
والعذب يهجر للافراط في الخفر |
أبعد حول تناجي الشوق ناجية |
|
هلا ونحن على عشر من العشر |
قال فيها في المدح :
يا روع الله سوطي كم أروع به |
|
فؤاد وجناء مثل الطائر الحذر (١٧٦ و) |
باهت بمهرة عدنانا فقلت لها : |
|
لو لا الفصيصي كان المجد في مضر |
وقد تبين قدري أن معرفتى |
|
من تعلمين سترضيني عن القدر |
القاتل المحل اذ تبدو السماء |
|
لنا كأنها من نجيع الجدب في أزر |
وقاسم الجود في عال ومنخفض |
|
كقسمة الغيث بين النبت والشجر |
قد أخذ قوم على أبي العلاء قوله : لو لا الفصيصي كان المجد في مضر وجعلوا هذا القول دليلا على سوء اعتقاده لانه يشعر بتفضيل الفصيصي على النبي صلى الله عليه وسلم ، لان المجد في مضر كان به صلى الله عليه وسلم ، فلما جاء الفصيصي صار المجد في قحطان.
قالوا : وهذا تفضيل للفصيصي نعوذ بالله من ذلك ، وكنت أبدا أستعظم معنى هذا البيت وأفكر له في وجه يحمل عليه ، وتأويل يصرفه عن هذا المعنى القبيح الذي طعن به الطاعن على ناظمه ، فلم يخطر لي في تأويله شيء أرتضيه ، ومضى