بسم الله الرحمن الرحيم
وبه توفيقي
أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن عبد الله ، وعيسى بن عبد العزيز الأندلسي ـ قراءة على الأول ، وكتابة من الثاني ـ قالا : أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد الأصبهاني ـ قال عبد الله : إجازة إن لم يكن سماعا ـ قال : سمعت محمد بن حمزة بن أحمد التنوخي يقول : سمعت عبد الباقي بن علي المعري يقول : كان أبو نصر المنازي أحد وزراء نصر الدولة بن مروان بديار بكر ، فأرسله إلى مصر رسولا ، فوصل إلى المعرة ، ودخل إلى أبي العلاء ، مسلما ، فتناشدوا وانبسط أحدهما إلى الآخر ، فذكر أبو العلاء ما يقاسي من الناس وكلامهم فيه ، فقال له أبو نصر : ما ذا يريدون منك وقد تركت لهم الدنيا والآخرة! فقال : والآخرة أيضا والآخرة أيضا ، وأطرق ولم يكلمه إلى أن قام.
وهذا هو عبد الباقي هو أبو المناقب عبد الباقي بن علي من أهل معرة النعمان ، وكان قد أقام بمصر وتلقب خريطة النايات ، وشعره شعر بارد متهلهل النسج ، والذي ذكره عن المنازي وجده في تاريخ غرس النعمة (١) أبي الحسن محمد بن هلال بن المحسّن بن إبراهيم بن هلال الصابئ ـ وقرأته فيه ـ قال : وحدثني الوزير فخر
__________________
(١) اسم هذا التاريخ : عيون التواريخ ، ذيل به على تاريخ أبيه ، وصلنا بشكل غير مباشر داخل كتاب مرآة الزمان لسبط ابن الجوزي ، وحقق كرسالة ماجستير في كلية الآداب بجامعة دمشق ١٩٨٧. انظر ص ٧٧ ـ ٧٨. هذا والمنازي هو أحمد بن يوسف (ت ٤٣٧ / ١٠٤٥) شاعر مشهور أصله من منازكرد ، وقد وزر في ميافارقين للدولة المروانية ـ انظره في أعلام الزركلي.