أبو العلاء المعري يوما على عمه القاضي أبي محمد التنوخي فلما رآه من بعيد يقصده قال لجارية لهم : قومي الى سيدك وخذي بيده ، فقامت وأخذت بيده ، فلما قام أشار إليها أيضا ، فأخذت بيده لتوصله الى حجرته ، فلما أخذ يدها التفت الى عمه وقال : دخلت وهذه الجارية بكر ، والآن فهي ثيب ، فقال : ومن أين تعلم ، أيوحى إليك؟ فقال : حاشى وكلا ، قد انقطع الوحي بعد المصطفى محمد عليه الصلاة والسلام ، ولكنني لما دخلت مسكت يدها وعصب الزند كالأوتار المشدودة ، فعلمت أنها بكر ، والآن فقد ارتخت ، فعلمت أن البكورية زالت ، فبحث القاضي أبو محمد وإذا ابن له قد دخل بها في تلك الساعة.
وهذا القاضي أبو محمد هو ابن أخي أبي العلاء ، وأبو العلاء عمه ، ولعل بعض رواة هذا الخبر نقله من حفظه ، فاشتبه عليه أي الرجلين عم صاحبه ، فوهم والله أعلم.
أخبرنا أبو يوسف يعقوب بن محمود بن الحسين الساوي بالقاهرة عن الحافظ أبي طاهر أحمد بن محمد الأصبهاني قال : سمعت أبا الحسن علي بن بركات بن منصور التاجر الرحبي بالذنبة (١) من مضافات (١٥٩ و) دمشق يقول : سمعت أبا عمران المعري يقول : عرض على أبي العلاء التنوخي الكفيف كف من اللوبياء ، فأخذ منها واحدة ولمسها بيده ، ثم قال : ما أدري ما هي إلا أني أشبهه بالكلية ، فتعجبوا من فطنته واصابة حدسه.
أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن رواحة عن الحافظ أبي طاهر السلفي ، ح.
وكتب إلينا أبو القاسم عيسى بن عبد العزيز بن عيسى اللخمي قال : سمعت
__________________
(١) لم يزد ياقوت في تعريفه عن قوله : «من أعمال دمشق» ولم يذكرها كردعلي في غوطة دمشق.