يحيى قال : أخبرنا علي بن أيوب بن الحسين قال : أنشدنا أبو الطيب أحمد بن الحسين المتنبي لنفسه يمدح القاضي أبا الفضل أحمد بن عبد الله بن الحسن الأنطاكي :
لك يا منازل في القلوب منازل |
|
أقفرت أنت وهنّ منك أواهل |
قال فيها :
جمع الزمان فلا لذيذ خالص |
|
مما يشوب ولا سرور كامل |
حتى أبو الفضل بن عبد الله رؤ |
|
يته المنى وهي المقام الهائل |
ممطورة طرقي إليه ودونها |
|
من جوده في كلّ فجّ وابل |
محجوبة بسرادق من هيبة |
|
يثني الأزمّة والمطيّ ذوامل |
للشمس فيه وللرياح وللسحاب |
|
وللبحار وللأسود شمائل |
ولديه ملعقيان والأدب المفاد |
|
وملحياة وملممات مناهل |
لو لم تهب لجب الوفود حواله |
|
لسرى إليه قطا الفلاة الناهل |
يدري بما بك قبل تظهره له |
|
من ذهنه ويجيب قبل تسائل (١٤٨ و) |
وتراه معترضا لها ومواليا |
|
أحداقنا وتحار حين تقابل |
كلماته قضب وهنّ فواصل |
|
كلّ الضرائب تحتهن مفاصل |
هزمت مكارمه المكارم كلها |
|
حتى كأنّ المكرمات قتائل |
وقتلن ذفرا والدهيم فما ترى |
|
أمّ الدهيم وأم ذفر هائل |
وقتلن ذفرا والدهيم فما ترى |
|
أمّ الدهيم وأم ذفر هائل |
علامة العلماء واللجّ الذي |
|
لا ينتهي ولكلّ لج ساحل |
لو طاب ولد كل حيّ مثله |
|
ولد النساء ومالهنّ قوابل |
لو بان بالكرم الجنين بيانه |
|
لدرت به ذكرا أم أنثى الحامل |
ليزد بنو الحسن الشراف تواضعا |
|
هيهات تكتم في الظلام مشاعل |
ستروا الندى ستر الغراب سفاده |
|
فبدا وهل يخفي الرباب الهاطل (١) |
__________________
(١) ديوانه : ١٨٥ ـ ١٨٨.