عليه ووجوه الهاشميين أصحاب المراتب الذين يصلون الى السلطان أيام الموكب ، ويتقدمون القضاة والعالم في السلام ، ويسمعون أيمانه ، وما عملت له منها مما يطوقون رقبته ، فوصل القاضي الى بغداد يوم الخميس لأربع خلون من صفر سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة ، ففعل جميع ما تقدم به إليه المتقي (١٤٧ ـ و) لله ، وكان قد وجه معه بخلع وطوق من ذهب ليخلعها على الأمير توزون إذا فرغ مما بينه ، وبينه ، ففعل هذا كله إلّا أمر الخلع فإنه دافع عنه.
قال : وتحدث الناس بمجيء الخليفة الى هيت ، وخرج القاضي إليه وعرفه جميع ما جرى وطيب نفسه ، وسكن الى ذلك ، ورجع القاضي الى الأمير توزون فعرفه ما صنع ، فدخل بغداد للنصف من صفر ، ثم ذكر قبض توزون على المتقي لله ، وأنه كحله.
قال : وعبر توزون مع المستكفي بالله يوم الأحد لاثنتي عشرة ليلة خلت من صفر ، ونزل بباب الشماسية ، وقبض على أبي الحسين علي بن محمد بن مقلة وزير المتقي ، وعلى القاضي الخرقي ، وعلى جماعة معهم.
قال : وحمل القاضي الخرقي الى دار ابن شيرزاد ليؤدي ما بقي عليه من مال مصادرته التي فورق عليها. (١٤٧ ـ ظ) (١)
أحمد بن عبد الله بن الحسن القاضي :
أبو الفضل الأنطاكي ، من الرؤساء وأولي الهيئات والممدحين بأنطاكية ، ومدح المتنبي فيه يدل على فضله وسعة علمه.
أنبأنا أبو محمد عبد العزيز بن محمود بن الأخضر قال : أخبرنا الرئيس أبو الحسن علي بن علي بن نصر بن سعد قال أخبرنا أبو البركات محمد بن عبد الله بن
__________________
(١) الصولي ـ المصدر نفسه : ٢٧٩ ـ ٢٨٤ ، مع فوارق كبيرة.