ونقلت من كتابه في خدمة الملوك قال : قال لي انسان مرة : لو صحبت الأمير أعزه الله بم كنت تخدمه؟ فقلت له : كنت أخدمه بأن لا أكذبه إذا سأل ، ولا أصدقه إذا سكت ، ولا أخونه إذا ولّى ، ولا أذمه إذا عزل ، ولا أساعد له عدوا ، ولا أجالس من كان عنده طبيبا (١) ، لا أسأل ما لم ينله نظرائي ، ولا أرتفع فوق قدري ، لا أكتسب به من غيره ، ولا أشكر على نعمته سواه ، فإن حسن موقعي منه شكرته بالزيادة فيما قرّب منه ، وإن جرى المقدار بخلاف ذلك كنت غير لائم لنفسي ، ولا عاتب على فعلي.
ووقفت على كتاب المسالك والممالك من تصنيف أحمد بن الطيب ، وقد أوردت منه فوائد في صدر كتابنا هذا في ذكر البلدان المتعلقة بحلب.
قرأت في مجموع وقع إلي بيتين لأحمد بن الطيب وهما :
نعم مصاد المرء للشهادة اللحية الضخمة والسجادة (١٣٥ ظ)
قرأت بخط الشريف محمد بن الحسن بن كمال الشرف أبي الحسن الأفساسي : وقف أحمد بن الطيب السرخسي على المبرد ، فقال له المبرد : أنت والله كما قال البحتري :
فعالك إن سئلت لنا مطيع |
|
وقولك إن سألت لنا مطاع |
خصال النبل في أهل المعالي |
|
مفرقة وأنت لها جماع (٢) |
أنبأنا أحمد بن أزهر بن عبد الوهاب السباك عن أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري قال : أنبأنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري عن أبي بكر أحمد بن
__________________
(١) كذا بالأصل ولعل الأصوب «ظنينا».
(٢) ديوان البحتري ـ ط. دار صادر بيروت : ١ / ٢٥٩.