ابن بغلاقر ، وحضر القاسم بن عبيدة الله (١٢٦ و) والنوشجاني ، ويانس وثابت الرصاصي ، وبشر وغلمان الحجر ، فسألوا القاسم أخذ البيعة لأبي محمد علي بن المعتضد ، فقال القاسم : لست أجسر أطلب مالا لهذا وأخاف أن أنفق بلا إذن ، فيفيق أمير المؤمنين ويبلّ فأطالب بالمال ، فقالوا له بأجمعهم : نحن نضمن المال لك وهو علينا ، فقال : رأيكم ، فإن أمير المؤمنين المعتضد أمرني أن أسلم المملكة إلى ابنه أبي محمد والخلافة ، فبايع الجميع يوم الجمعة بعد العصر وسمي المكتفي ، وأفاق المعتضد يوم السبت فلم يخبر بشيء ، ثم توفي ليلة الاثنين لخمس ساعات مضت من الليل ، فبعث غداة الاثنين لثمان ليال بقين من شهر ربيع الآخر إلى محمد ابن يزيد المهندس فأعلمه صاف أن المعتضد أوصى أن يدفن في دار محمد بن عبد الله بن طاهر ، وينقل إليها أمهات أولاده وولده ليكونوا بالقرب من قبره ، فمضى محمد يزيد وحفر قبرا عشر أذرع في خمس ، وكفّن في ثلاثة أثواب أدرج فيها ، وحضر القضاة والفقهاء ، وغسله أحمد بن شيبة عند زوال الشمس ، وصلى عليه يوسف القاضي ، وأدخل حفرته بعد ثلاث ساعات من ليلة الثلاثاء.
وكتب القاسم إلى المكتفي بالخبر ، وقد كان كاتبه قبل ذلك بحقيقه حال المعتضد وهو أخذ البيعة ، فكانت مدة خلافته تسع سنين وتسعة أشهر وثلاثة أيام ، ومات وهو ابن خمس وأربعين سنة. (١٢٦ ظ)
أنبأنا أبو اليمن الكندي قال : أخبرنا أبو منصور بن زريق قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي قال : أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال : أخبرنا محمد عبد الله ابن إبراهيم الشافعي قال : حدثنا أبو بكر عمر بن حفص السدوسي قال : المعتضد أرجف الناس بموته يوم الاثنين للنصف من شهر ربيع الآخر سنة تسع وثمانين ومائتين ، وذكر خاصته وقواته أنه لم يمت ، وخطب له يوم الجمعة لعشر بقين من هذا الشهر ، وأخذت البيعة بولاية العهد لعلي بن المعتضد بالله ليلة الثلاثاء ، ودفن