الجميلة ، وسننه الحسنة ، ورفعه المواريث في أول خلافته ، وما كان من الظلم فيها ، وزيادته في مسجد الجامع بالجانب الغربي من قصر المنصور بمدينة السلام حتى اتسع ، وتأخيره الخراج ، وتسهيل العقاب (١) والطرقات ، وقطعه الحجارة المانعة للمجتازين بها ، ورفعه المكس الذي كان يجبى بمكة والمدينة ، والخفارات بطريق الموصل ، ورفعه البقايا التي كانت على العمال والرعية في جميع البلدان.
قال أبو بكر الصولي في كتاب الأوراق : وفي تأخير الخراج والنوروز يقول يحيى بن علي:
إنّ يوم النوروز عاد إلى العه |
|
د الذي كان سنّه اردشير |
أنت حوّلته إلى الحالة الأو |
|
لى وقد كان حائرا يستدير |
وافتتحت الخراج فيه فلأم |
|
ة في ذاك مرفق مذكور |
منهم الحمد والثناء ومنك ال |
|
رفد فيهم والنائل المشكور |
قال الصولي : وكان الحسين بن عبد الله الجوهري جاء بهدايا من عند خمارويه بن أحمد وسعى في تزويج ابنة خمارويه من علي بن المعتضد ، فقال المعتضد : قد علمت إنما أراد خمارويه أن يتشرف بنا ، فأنا أتزوجها ، فتزوجها بحضرة القضاة ، وزوجه إياها ابن الجصّاص (٢).
قلت : ويقال إنه لم يكن عرس مثل عرس قطر الندى والمعتضد ، وبوران (١٢٢ ـ ظ) بنت الحسن بن سهل ، وعبد الله المأمون.
وقال الصولي : ولما ولي المعتضد الخلافة أمر بالزيادة في المسجد الجامع بالمدينة وأمر بتسهيل عقبة حلوان ، وقال : هذا طريق الملك ، فسهلت الى الموضع المعروف بدهليزان ، وكان الناس يلقون منه تعبا شديدا ، فبلغت النفقة عشرين ألف دينار
__________________
(١) جمع عقبه.
(٢) كان تاجرا واسع الثراء ، وقد أورد المقريزي في المقفى بعض أخباره.