من أن يذكر في هذا الموضع ، ومن نظر في كتاب السنن له تحير في حسن كلامه ، وليس هذا الكتاب مسموع عندنا.
ومع ما جمع أبو عبد الرحمن من الفضائل رزق الشهادة في آخر عمره ، فحدثني محمد بن اسحاق الاصبهاني قال : سمعت مشايخنا بمصر يذكرون أن أبا عبد الرحمن فارق مصر في آخر عمره ، وخرج الى دمشق ، فسئل بها عن معاوية بن أبي سفيان وما روى من فضائله فقال : لا يرضى منا معاوية رأسا برأس حتى يفضل فمازالوا يدفعون في حضنيه حتى أخرج من المسجد ، ثم حمل الى الرملة ، فمات بها سنة ثلاث وثلاثمائة وهو مدفون بالرملة (١).
قرأت بخط الحافظ أبي طاهر أحمد بن محمد السلفي ، وأخبرنا به اجازة عنه أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف وغيره ، قال : قرأت على أبي عبد الله يعني محمد ابن أحمد بن ابراهيم الرازي بالاسكندرية عن أبيه أبي العباس قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الحسن بن عمر الصيرفي قال : حدثنا أبو اسحاق ابراهيم بن نصر البزاز ، وكتبه لي بخطه ، قال : حدثنا علي بن محمد الكاتب المادرائي قال : حدثني أبو منصور تكين الامير قال : قرأ علي أبو عبد الرحمن النسائي كتاب الخصائص فقلت له : حدثني بفضائل معاوية ، فجاءني بعد جمعة بورقة فيها حديثان ، فقلت : أهذه بس؟ فقال : وليست بصحاح ، هذه غرم معاوية عليها الدراهم ، فقلت له : أنت شيخ سوء ، لا تجاورني ، فقال : ولا لي في جوارك حظ ، وخرج.
قال علي بن محمد المادرائي : وحدثني أهل بيت المقدس قالوا : قرأ علينا أبو عبد الرحمن النسائي كتاب الخصائص ، فقلت (٢) له : أين فضائل معاوية؟ فقال :
__________________
(١) كتب ابن العديم في الحاشية «يؤخر» ثم كتب في مطلع الصفحة التالية (١٠٦ ـ و) يقدم.
(٢) كذا بالاصل والاصح أن يقال : «فقلنا».