وليت من بديار الشام منزله |
|
ليوم رب العلى والمجد لم يشم |
في قلب كل يمان نازح ألم |
|
فلا يلام حليف القرب في الألم |
وفي تهامة أحشاء حشين أسى |
|
وأعين كحلت بالسهد لا التهم |
وقاطنون رأوا تحريم أمنهم |
|
على النفوس وما بانوا عن الحرم |
لا ينعمون بحال يظفرون بها |
|
من الزمان وهم حالون بالنعم (٧٦ ـ و) |
قوم الى شرف الآباء نسبتهم |
|
فطيب فرعهم الزاكي بأصلهم |
يرون موت ابن عبد الله عندهم |
|
نظير موت ابن عبد الله جدّهم |
وما العراق بمذموم على جذل |
|
لوصف أكثره بالغدر في الذمم |
أبان صفحة أهل العلم فيه لمن |
|
رأى التصفح من عرب ومن عجم |
وبثّ من علمه كتبا مصححة |
|
بها أبان لهم تصحيف كتبهم |
وكان أحدث ما أملاه بينهم |
|
يفوق أفضل ما أملى أولو القدم |
فسلمت لسليمان وأسرته |
|
بنو الأكارم طرف العلم بالكرم |
فما يصنّف علم مثل علمهم |
|
ولا يشرف بيت مثل بيتهم |
تميّزوا بخلال لا نظير لها |
|
مع الجلال جلال الحكم والحكم |
وقد تضمّن عبد الله فخرهم |
|
فليس يوجد فخر مثل فخرهم |
يريد أبا محمد عبد الله بن أبي المجد أخي أبي العلاء ، وكان قاضي معرة النعمان ، والقصيدة طويلة اقتصرت منها على هذا القدر ، وقرأت بعدها في الجزء المذكور ، وله فيه أيضا :
أيّ بحر ما كان يخشى عبابه |
|
وبدرّ المحار يزرى حبابه |
وطريق الى العلاء محوب (١) |
|
بأبيه ما ضله محتابه |
__________________
(١) الحوب : الابوان والاخت والبنت ، ورقة الفؤاد والهم والحاجة والحزن والوجع والوحشة. القاموس.