سور ، فقصده في عساكره وعبر الفرات ، نازل كفر عزور وكان قد اجتمع إليها أكثر أهل تلك الأعمال لحصانتها ، وأقام ثمانية عشر يوما وفتحها وأخذ منها اثني عشر ألف أسير وغنائم كثيرة ، وحرم الأصفر ، وهرب هو بالليل ، وكانت عرب بني نمير وكلاب اجتمعت مع وثاب (١) في زهاء ستة آلاف فارس ، فلقوا عسكر الروم وظفروا بهم ، وهرب الروم إلى أنطاكية وجد الماخسطرس في طلب الأصفر والتمس من لؤلؤ أن يحمله إليه خوفا من ارهاج المسلمين عليه ، وتوسط الحال بينهما على أن يأتي إلى حلب على أن يكون الأصفر في القلعة بحلب معتقلا أبدا ، وحمله إليه في شعبان سنة سبع وتسعين ، فقيده لؤلؤ واعتقله ولم يزل في القلعة إلى أن حصلت حلب للمغاربة (٢) في سنة ست وأربعمائة.
أحمد بن الحسين أبو الفرج القاضي :
قاضي طرسوس ، كان فاضلا عالما ، وهو الذي مدحه المتنبي بالقصيدة التي أخبرنا بها أبو محمد عبد العزيز بن محمود الأخضر البغدادي في كتابه ، قال : أخبرنا الرئيس أبو الحسن علي بن (٦٠ ـ ظ) علي بن نصر بن سعيد البصري قال : أخبرنا أبو البركات محمد بن عبد الله بن يحيى الوكيل قال : أخبرنا علي ابن أيوب بن الحسين بن الساربان قال : أنشدنا أبو الطيب المتنبي لنفسه يمدح أبا الفرج أحمد بن الحسين القاضي :
لجنّية أم غادة رفع السّجف |
|
لوحشيّة لا ما لوحشيّة شنف |
قال فيها :
أردّد ويلي لو قضى الويل حاجة |
|
وأكثر لهفي لو شفى غلة لهف |
ضنى في الهوى كالسمّ في الشهد كامنا |
|
لذذت به جهلا وفي اللذّة الحتف |
__________________
(١) أمير نمير جد منيع بن شبيب الذي عاصر ثمال بن صالح بن مرداس. انظر زبدة الحلب : ١ / ٢٧٣.
(٢) يريد بالمغاربة جند وعمال الخلافة الفاطمية.