قلت وأهلها الآن هم من أبناء الروم والأفرنج ، وخلقهم في الحسن والجمال على ما ذكر. وكورة تيزين وكورة الجومة ، وكورة جندارس ، وكورة أرتاح في يد المسلمين الآن مضافة إلى ولاة حلب.
وحارم (١) من هذه الناحية لها قلعة عظيمة حصينة ، وهي عامرة ، ولها ربض وأسواق ومسجد جامع ، وهي كثيرة البساتين والفواكه نزهة ، كانت من أعمال أنطاكية ، وهي الآن مستقلة (٢٥ ـ و) بنفسها ، مستتبعة لغيرها من أعمال حلب حرسها الله.
نقلت من خط بنوسة في كتاب البلدان تأليف أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري مما حكاه عمن حدثه من أهل الشام ، قالوا : ونقل معاوية بن أبي سفيان إلى أنطاكية في سنة اثنتين وأربعين جماعة من الفرس من أهل بعلبك وحمص ، ومن المصرين ، فكان فيهم مسلم بن عبد الله ، جد عبد الله بن حبيب بن النعمان بن مسلم الأنطاكي ، وكان مسلم قتل على باب من أبواب أنطاكية يعرف اليوم بباب مسلمة ، وذلك أن الروم خرجت من الساحل ، فأناخت على أنطاكية ، وكان مسلم على السور ، فرماه علج بحجر فقتله.
وقال البلاذري : وحدثني جماعة من مشايخ أهل أنطاكية منهم ابن برد الفقيه أن الوليد بن عبد الملك أقطع جند أنطاكية أرض سلوقية عند الساحل ، وصير الفلثر ، وهو الجريب ، عليهم بدينار ومدي قمح ، فعمروها ، وجرى ذلك لهم ، وبنى حصن سلوقية.
قال : وحدثني أبو حفص الشامي عن محمد بن راشد عن مكحول قال : نقل
__________________
(١) حارم الان هي مركز منطقة من مناطق محافظة ادلب ، ويصلها بادلب طريق مزفت طوله ٥٣ كم. انظر التقسيمات الادارية ، ٢٦٤.