وتسعة أشهر ، وسمي المؤمنون بالمسيح ـ يعني في أيامه ـ بأنطاكية نصارى ، ومنها كان ابتداء النسبة وانتشر هذا الاسم في سائر البلاد (١).
وذكر في هذا التاريخ يوسطليانوس ملك تسعا وثلاثين سنة ، وفي السنة (٢١ ـ ظ) الثالثة من ملكه خسف بأنطاكية. وأبصر رجل قديس في نومه قائلا يقول له : تكتب على أبواب المدينة ، الله معنا. ومن ذلك اليوم دعيت مدينة الله.
وقرأت في بعض تواريخ المسيحية ان مقام الروم بأنطاكية ـ وكانوا يدعونها مدينة الله ، ومدينة الملك ، وأم المدن ، وانما قيل لها أم المدن ، لانها أول بلد ظهر فيه دين النصرانية ، وسميت مدينة الله ، لانه خسف بها في السنة الثالثة من مملكة يوسطليانوس الرومي ، وأبصر رجل صالح في نومه قائلا يقول : يكتب على أبواب المدينة ، الله معنا ، فدعيت من ذلك اليوم مدينة الله (٢).
وأما معرفة من بناها
(٣) فقرأت بخط يحيى بن جرير التكريتي في كتابه الذي ضمنه أوقات بناء المدن ، وقد قدمنا ذكره قال : بعد دولة الاسكندر وموته باثنتي عشرة سنة بنى سلوقس اللاذقية ، وسلوقية وأفامية ، وباروا وهي حلب وإذا سا وهي الرها ، (٤) وكمل بناء أنطاكية ، وكان بناها قبله ، أعني أنطاكية ، أنطيغنوس في السنة السادسة من موت الاسكندر.
__________________
(١) امتدحكم Claudius من سنة ٤١ م حتى سنة ٥٤ م ، ويذكر داوني في المصدر المشار اليه في الحاشية السابقة ص ٢٧٥ ، بأنه منذ حوالي سنة ٤٠ م ، بدأ أتباع المسيح يحملون اسم النصارى.
(٢) امتدحكم الامبراطور البيزنطي جستنيان Jutinian من سنة ٥٢٧ م حتى سنة ٥٦٥. وفي سنة ٥٣١ م أصيبت أنطاكية بهزة أرضية ، وهناك اشارات الى أن القديس سمعان العمودي هو صاحب الرؤيا ، انظر ص ٥٢٩ ـ ٥٣٠ من مصدر الحاشيتين السابقتين.
(٣) كتب ابن العديم في الحاشية : بلغ قراءة.
(٤) أي Edessa ,Beraes.