بلدانها في سياقها ، وهو مسموع عليه ، وأحسبه بخطه ، فقرأت فيه : حدثنا جدي رحمه الله قال : حدثنا روح بن عبادة قال : حدثنا أشعث وسعيد جميعا عن الحسن أنه قال : الأمصار : المدينة ، والشام ، ومصر ، والجزيرة ، والكوفة ، والبصرة ، والبحرين.
قال ابن المنادي : وحدثني جدي قال : حدثنا روح قال : حدثنا سعيد عن قتادة أنه كان يجعلها عشرة : المدينة ، ومصر ، والكوفة ، والبصرة ، ودمشق ، والجزيرة ، وحمص ، والأردن ، وفلسطين ، وقنسّرين.
وقال ابن المنادي : الشامات خمس كور : الأولى قنسّرين ، ومدينتها العظمى حلب ، وقنّسرين أقدم منها ، وبينهما أربع فراسخ ، وبها آثار الخليل عليه السلام (١٦ ـ ظ) ومقامه ، وقد نزلها أكابر الملوك كبني حمدان وغيرهم.
قال : ومن رسداقها (١) منبج ، وهي مدينة قديمة.
وذكر ابن حوقل النصيبي في كتابه قال في ذكر جند قنسّرين : هي مدينة تنسب الكور إليها من أضيق النواحي بناء وإن كانت نزهة الظاهر ، معونة في موضعها لما كان بها من الرخص والسعة في الأسعار والخيرات (٢) والمياه ، اكتسحها الروم ، فكأنها لم تكن إلا بقاياد من ، وجميع جند قنسّرين أعذاء ، وشربهم من السماء ، وهي مدينة كثيرة الخير والسعة ، وبها الفستق والتين وما شاكل ذلك.
قوله : وشربهم من السماء ، يعني ضواحي قنسّرين وقراها ، أما المدينة نفسها فقويق يمر بجانبها وكانت القناة من بركة عين المباركة بقرب حلب يأتي ماؤها إلى مدينة قنسّرين ، وكانت القناة قد سيقت في لحف الجبل عند الوضيحي إلى
__________________
(١) في المعرب للجواليقي ، ط. القاهرة ١٣٦١ ، ص ١٥٨ ، وكان الفراء يقول : الرسداق : الرستاق. وفي القاموس الرزداق ـ الرسداق ، الرستاق ـ السواد والقرى معرب رستا ، ورستاق في فارسية يومنا قرية.
(٢) كتب ابن العديم فوقها ح يعني حاشية ، ووضع في الحاشية : والحيوان نسخة ، وفي المطبوع ص ١٦٤ ، مثل ما جاء في المتن.