باب في ذكر فتح حلب وقنسرين
وما تقرر عليه أحكامهما
أخبرنا أبو علي حسن بن أحمد بن يوسف الأوقي قراءة عليه بالبيت المقدس قال : أخبرنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد السلفي قال : أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن الشيخ قال : أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن سعد الحبال قال : أخبرنا أبو العباس منير بن أحمد بن الحسن بن منير الخشاب قال : أخبرنا علي بن أحمد بن إسحاق البغدادي قال : حدثنا أبو العباس الوليد بن حماد الرملي قال : أخبرنا الحسين بن زياد عن أبي اسماعيل محمد بن عبد الله قال : وحدثني الحسن بن عبد الله أن الأشتر قال لأبي عبيدة : ابعث معي خليلا أتبع آثار القوم وأمضي نحو أرضهم ، فإن عندي جزاء وغناء ، فقال له أبو عبيدة : والله إنك لخليق لكل خير ، فبعثه في ثلاثمائة فارس وقال له لا تباعد في الطلب وكن مني قريبا ، فخرج الأشتر فكان يغير منه على مسيرة اليوم واليومين ونحو ذلك.
قال : ثم إن أبا عبيدة دعا ميسرة بن مسروق فسرحه (٢٤٧ ـ ظ) في ألفي فارس فمر على قنسرين فأخذ ينظر إليها في الجبل ، فقال : ما هذه؟ فسميت له بالرومية ، فقال : إنها لكذلك ، والله لكأنها قن نسر ثم إنه مضى في إثر القوم حتى قطع الدروب ، وبلغ الأشتر أنه قطع الدروب ، فمضى قبله حتى لحقه ، وإذا ميسرة مواقف لجمع من الروم وهم كثير ، وكان ميسرة في ألفي فارس من المسلمين ، وكان أولئك أكثر من ثلاثين ألفا من الروم ، وكان ميسرة قد أشفق على من معه