وأخبرني والدي رحمه الله أنه بلغه أنه خرج منه أربعون ألفا فلم يعد منهم غير واحد ، فرأته امرأة في طاق في علو وهو داخل منه ، فقالت له : دبير جئت؟ فقال لها : دبير من لم يجيء.
وقيل انما سمي باب الاربعين لانه كان بالمسجد من داخله أربعون من العباد يتعبدون فيه ، وكان الباب مسدودا.
وأخبرني عمي أبو غانم رحمه الله أنه بلغه أنه كان به أربعون محدثا ، وقيل كان به أربعون شريفا. والى جانبه أعلى المسجد مقبرة للشراف العلويين ، قيل أنهم من بني الناصر.
والباب الصغير وهو الباب الذي يخرج منه من تحت القلعة من جانب الخندق وخانكاه القصر الى دار العدل ، ومن خارجه البابان اللذان جددهما الملك الظاهر رحمه الله في السور الذي جدده على دار العدل ، أحدهما يفتح على شفير الخندق ويدعى باب الصغير أيضا ، وهو (٨ ـ ظ) مسلوك فيه الى ناحية الميدان.
والآخر القبلي الذي يقابل باب العراق ، وهو مغلق لا يخرج منه أحد بعد موت الملك الظاهر الا السلطان في بعض الاحيان ، وكذلك باب الجبل الذي للقلعة أغلق بعده.
وجدد الملك الظاهر رحمه الله الى جانب برج الثعابين فيما بين باب الجنان وباب النصر بابا سماه باب الفراديس ، وبنى له جسر على الخندق ، ومات الملك الظاهر ولم يفتحه ، فسد وتطيروا به ، وفتحه الملك الناصر بعد ذلك ، ورتب فيه أجنادا.
وجدد الملك الناصر أيضا بابا إلى جانب برج الغنم ، وعمل عليه برجان عظيمان وفتحة إلى جهة ميدان باب قنّسرين في سنة خمس وأربعين وستمائة وسمي (باب السعادة) (١).
__________________
(١) جاء هذا الخبر في حاشية الاصل ، وقد طمس معظمه ، وتم تداركه من الاعلاق الخطيرة لابن شداد ، قسم حلب ، ط. دمشق ١٩٥٣ ، ص ٢٢ ـ ٢٣.