بها ، ويسأله الصلح والرجوع وبخوفه فساد بلاده ان هو اشتغل بقتال الروم ، فيقول له لسنا نقاتلك على الاموال والغنائم ، انما نقاتلك على أن يكون الدين دين الاسلام.
قال : فيقرأ ملك الروم كتابه على بطارقته ويقول لهم : لا يكون هذا أحرص على الجهاد منكم ، فيقولون له : صدقت ، فاخرج بنا اليه ، فيجتمعون ويخرجون الى الحسني في ألف صليب ، تحت كل صليب جمع كبير ، ويلقاهم الحسني ، فيقتل منهم كل يوم مقتلة عظيمة لا تحصى ، وينهزمون ويتبعهم حتى يبلغ بهم القسطنطينية ويحاصرهم أيضا ، ويضيق عليهم ويسألونه الصلح فيأبى ذلك عليهم فيهزمون عنها (٢٠٩ ـ ظ) الى رومية ويخلونها له فيدخلها في أصحابه فيهدمون بيعتها العظمى بعد أخذهم بيت مذبحها وصلبانه ، ويحرثون قسطنطينية ، ويهدمون سورها ويقيمون فيها وفيما حولها ، ويريدون المسير الى رومية ، فيرسل الحسني جيشا الى ملك الصقالبة فيهزمونه أيضا ، ويأخذون بعض بلاده.
ويخرج بإصطخر من فارس رجل أعور يدعي أنه الدجال ، ويسمي نفسه فيقول أنه الإله ، واقتص قصة خروج الدجال ، ونزول عيسى بن مريم ، وقال : ثم يقول المسيح للحسني وأصحابه : دونكم أصحاب الدجال ، فكل من لا يقول لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، فاقتلوه فيضعون فيهم السلاح فيقتلونهم عن آخرهم ، ثم يقول المسيح عيسى للحسني : قد قضيت ما عليك ووجب أجرك ، وهذا آخرهم ، ثم من الدنيا ، ويأتيه ملك الموت ، فيقبض روحه بأهون ما قبض أحدا من الناس طيبة بذلك نفسه ، ثم ذكر بعد ذلك قصة المهدي وبيعته.
كتبت الينا زينب بنت عبد الرحمن الشعري من نيسابور أن أبا المظفر القشيري أنبأها قال : أخبرنا الامام أبو بكر البيهقي قال : أخبرنا الحاكم أبو عبد الله الحافظ قال : حدثنا محمد بن صالح بن هانيء قال : حدثنا الفضل بن محمد