في ثلاثة آلاف ، فيؤمرون عليهم أميرا ومعه سبعون أميرا كلهم صالح صاحب راية ، فالمقتول والصابر يومئذ في الأجر سواء ، ثم يسلط الله على الروم ريحا وطيرا تضرب وجوههم بأجنحتها فتفقأ أعينهم ، وتصدع بهم الأرض ، فيتحلحلوا في مهواة بعد صواعق ورواجف (٢٠٣ ـ و) تصيبهم ، ويؤيد الله الصابرين ، ويوجب لهم من الأجر كما أوجب لأصحاب محمد عليه السلام ، ويملأ قلوبهم وصدورهم شجاعة وجرأة ، فإذا رأت الروم قلة الفرقة الصابرة طمعت فقالت : اركبوا كل حافر فطؤوهم وانبذوهم ، فيقوم راكب من المسلمين على سرجه فينظر عن يمينه وشماله وبين يديه فلا يرى طرفا ولا انقطاعا فيقول : أتاكم الخلق ولا مدد لكم إلا الله فموتوا وأميتوا ، فيبايعون رجلا منهم بيعة خلافة فيأمرهم فيصلون الصبح ، فينظر الله إليهم ، فينزل عليهم النصر ، ويقول : لم يبق إلا أنا وملائكتي وعبادي المهاجرون ، اليوم مأدبة الطير والوحوش ، لأطعمنها لحوم الروم وأنصارها ولأسقينها دماؤهم ، فيفتح ربك خزائن سلاحه التي في السماء الرابعة ، وسلاحه العز والجبروت ، فينزل عليهم الملائكة ، ويقذف المسلمون قسيهم ، ويدقّوا أغماد سيوفهم ، فيصلتونها عليهم ، ويوجهوا أسنة رماحهم إليهم ، ويبسط ربك يده إلى سلاح الكفار ، فيضمه فلا يقطع ، ويغلّ أيديهم إلى أعناقهم ، ويسلط أسلحة الموحدين عليهم ، فلو ضرب مؤمن يومئذ بزند لقطع ، ويهبط جبريل وميكائيل فيدفعونهم بمن معهم من الملائكة ، فيهزمهم الله ، فيسوقونهم (٢٠٢ ـ ظ) كالغنم حتى ينتهوا بهم إلى ملوكهم ، وملوكهم من الرعب لوجوههم ، وتنتزع أتوجتهم عن رؤوسهم ، فيطؤونهم بالخيل والأقدام حتى يقتلوهم حتى تبلغ دماؤهم ثتن الخيل فلا تنشفه الأرض ، وكل دم يبلغ ثتن الخيل فهو ملحمه ، وهو ذبح ، فذلك انقطاع ملك الروم ، ويبعث الله ملائكة إلى جزائرها تخبرهم بقتل الروم (١).
__________________
(١) الفتن نسخة لندن ١٢٣ ظ ـ ١٢٤ ظ ، نسخة استانبول ٣١ ظ ـ ٣٢ ظ.