آخر ، فوضع على ثوبه ماء وعصر وشربه من لدغته عقرب بريء من وقته ، وإن قطر منه قطرة على عقرب ماتت في الحالة الراهنة.
وهذه شيح الحديد قرية كبيرة لها كورة ، وفيها وال وديوان ، وهي في طرف العمق من أعمال أنطاكية وهي اليوم من أعمال حلب مضافة الى حارم ، وبها كان مقام يوسف بن أسباط رحمة الله عليه.
وأخبرني والدي رحمه الله وجماعة من مشايخ حلب ، يأثره الخلف عن السلف ، أن العمود الحجر المعروف بعمود العسر ، بالقرب من الأسفريس بمدينة حلب ، ينفع من عسر البول ، وإذا أصاب الإنسان ، أو الدابة عسر البول أتوا به إليه وأداروا به حوله ، فيزول ما به ، وذكروا أن هذا مجرب ، والناس يعرفون ذلك الى زمننا هذا ويستعملونه فيفيد ، والمحله التي هذا العمود (١٩١ ـ و) بها تعرف بعمود العسر.
وفي قرى حلب في الناحية الشرقية وتعرف بالحبل خربة تعرف بجب الكلب ، وهي الى جانب قبثان الحبل كان بها بئر ينفع المكلوب ؛ وأخبرني والدي رحمه الله فيما يأثره عن سلفه أن هذا البئر كان ينفع من عضه الكلب الكلب ، فيأمن المعضوض من الكلب بالنظر في تلك البئر والشرب منها.
قال والدي رحمه الله : وبطلت منفعة البئر بأن امرأة ألقت فيها خرقة حيض ، فبطل تأثيرها ، وهذا متداول عند أهل حلب ، يأثره الخلف عن السلف ، وإنما بطلت منفعه البئر في حدود الخمسمائه.
ونقلت من خط أبي الحسن علي بن مرشد بن علي بن منقذ في تاريخه الموسوم بالبداية والنهاية قال : سنة خمس وأربعين وأربعمائه فيها كلبت الذئاب والكلاب وأتلفت أكثر الناس.
قال أبي : قال لي جدّك رحمه الله كان أبي أبو المتوج قد دخل الى حلب