فيميل ، وربما تميله الريح القوية ، ويضع الناس إذا مال الجوز أو اللوز فيعود الى مستقره فيكسره.
وسمعت إبراهيم بن الفهم المذكور يقول كان بالمعرّة عمود آخر كان فيه طلسم للعقارب ، فكانت العقارب بالمعرة لا تؤذي ، فزال ذلك العمود ، فزال أثره وللعقارب اليوم بالمعرة إذا لدغت تقتل وبناحية الجزر من أعمال حلب بالقرب من معرة مصرين قرية يقال لها يحمول (١) ، ولنا فيها ملك نتوارثه عن أجدادنا من حدود الثلاثمائه للهجرة ، لا يوجد في أرضها عقرب أصلا. وحكى لي جماعة من فلاحيها أنهم يخرجون في بعض الأوقات ، ويحتطبون من جبل الأعلى حطبا ، ويأتون به الى يحمول هذه فربما يعلق في الحطب من الجبل عقرب ، فمتى ما شمت تراب يحمول ماتت.
ومن العجب أن الى جانب يحمول قريتين يقال لأحديهما الكفر وللأخرى بيت رأس ، وبين جدارها وجدار كل واحدة من القريتين مقدار شوط فرس ، وإذا صاح انسان في القرية سمع في القرية الأخرى ، وفي كل واحدة من القريتين من (١٩٠ ـ ظ) العقارب شيء كثير ، وهي من أشد العقارب ضررا.
وفي يحمول هذه آبار كثيره ماؤها معين طول البئر مقدار عشره أذرع ، وهاتان القريتان ليس فيهما بئر واحد ، وإذا حفر فيهما بئر لا يجدون فيها معينا ، ولهم صهاريج من ماء المطر ، وربما يقل عليهم الماء ، فيكون شرب أهل القريتين من يحمول هذه.
وأخبرني من أثق به من الحلبيين أنه ولي عملا بشيح الحديد ، وأنه لا يوجد بها عقرب أصلا وأن الرجل من أهل شيح إذا غسل ثوبه في مائها ثم خرج الى موضع
__________________
(١) يصل يحمول بحلب طريق ترابي طوله ٥٥ كم ، التقسيمات الادارية ، ٣١٦