الكندي عنه قال : في سنة خمس وثلاثين وأربعمائه ظهر ببعلبك رأس يحيى بن ذكرياء في حجر منقور ، فنقل إلى حمص ، ثم إلى حلب وهو إلى الآن. (١)
وأخبرني أبو الحسن علي بن أبي بكر الهروي رحمه الله قال : بقلعة حلب مقام إبراهيم الخليل عليه السلام ، وبه صندوق فيه قطعة من رأس يحيى بن زكريا عليه السلام ، ظهرت سنة خمس وثلاثين وأربعمائة (٢).
وأما ما هو في نفس المدينة فمنها مسجد الغضائري ، ويعرف الآن بمسجد شعيب (٣) ، وهو أول مسجد اختطه المسلمون بحلب عند فتحها. (١٨٤ ـ و).
أنبأنا شيخنا أبو اليمن الكندي عن محمد بن علي العظيمي قال : لما فتح المسلمون حلب دخلوها من باب أنطاكية ، ووقفوا داخل الباب ، وحفّوا حولهم بالتراس ، فبني في ذلك المكان مسجد وهو المعروف بالغضائري (٤).
وأخبرني عمي أبو غانم محمد بن هبة الله أن الغضائري كان يعبد الله بالمسجد المعروف بالغضائري داخل باب أنطاكية ، وهو المعروف الآن بمسجد شعيب ، لأن نور الدين وقف عليه وقفا ، وجعل فيه الشيخ شعيبا يقرئ الناس الفقه.
وهذا الغضائري هو أبو الحسن علي بن عبد الحميد الغضائري أحد الأولياء من أصحاب سري السقطي وحج من حلب ماشيا أربعين حجه ، وسنذكر ترجمته في موضعها من كتابنا هذا إن شاء الله.
وأما شعيب فهو ابن أبي الحسن بن حسين بن أحمد الأندلسي الفقيه ، كان من الفقهاء الزهاد ، وكان محمود بن زنكي يعتقد فيه ، وكان مقيما بهذا المسجد ،
__________________
(١) انظر تاريخ العظيمي نسخة بيازيد ، ١٧٢ ـ و.
(٢) الزيارات ، ٤.
(٣) يعرف الآن باسم جامع النوته ، انظر الآثار الاسلامية والتاريخية بحلب ، ٦٣.
(٤) ليس في تاريخ العظيمي.