ذكر جبل سمعان
وهذا الجبل غربي مدينة حلب أوله شمالي جبل جوشن ، ثم يمتد غربا ويتصل بجبال عدة محسوبة منه ، الى كورة تيزين ، وهو جبل نزه ، كثير الشجر من التين والزيتون والكرم والكمثرى ؛ وفيه آثار عظيمه من بناء الروم ، وفيه دير سمعان (١) ، وكان من الأبنيه العظيمة المستحسنة التي تقصد لحسنها (١٦٤ ـ وـ) وكان على الدير حصن مانع ، أخربه سعد الدولة أبو المعالي شريف بن سيف الدولة بن حمدان ، خوفا من غلبة الروم عليه ، ومضايقتهم حلب به.
وهذا الدير غير دير سمعان الذي دفن فيه عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه بالقرب من معرة النعمان ، ويعرف بدير النّقيرة أيضا.
وفي هذا الدير الذي بجبل سمعان يقول أبو الفوارس بن أبي الفرج الاستاذ البزاعي ، أنشدنا عبد الرحمن بن أبي غانم بن إبراهيم بن سندي الحلبي قال : أنشدني أبو الفوارس بن أبي الفرج البزاعي الاستاذ لنفسه وكتبها على حائط دير سمعان ؛ وقرأت هذه الأبيات أيضا بخط اللطيف علي بن سنان السراج ، وذكر أنه أنشده إياها أبو الفوارس لنفسه ، وكتبها على حائط دير سمعان ، وقد أتاه متفرجا في سنة إحدى وثمانين وخمسمائه.
يا دير سمعان قل لي أين سمعان |
|
وأين بانوك خبرني متى بانوا |
وأين سكانك القوم الألى سلفوا |
|
قد أصبحوا وهم في الترب سكان |
أصبحت قفرا خرابا مثل ما خربوا |
|
بالموت ثم انقضى عمر وعمران |
وقفت أسأله جهلا ليخبرني |
|
هيهات من صامت بالنطق تبيان |
أجابني بلسان الحال إنهم |
|
كانوا ويكفيك قولي إنهم كانوا (٢) |
__________________
(١) يبعد دير سمعان عن حلب مسافة ٤٥ كم. انظر التقسيمات الادارية ، ٢٩٨.
(٢) انظر ياقوت ، معجم البلدان ، مادة ـ دير سمعان ـ.