ذكر جبل بانقوسا
وهو جبل ممتد قليل الارتفاع من شرقي مدينة حلب ، وبينها وبين بابلى (١) ، وحلب فيما بينه وبين جبل جوشن ، وقد كان مسكونا وفيه آثار صهاريج للماء ، ولم يبق من أثر بنيانه القديم غير الصهاريج ، ثم بني في سفحه أبنية كثيرة جدد أكثرها في أيام الملك العزيز محمد بن الملك الظاهر ، ثم اتصل البناء الى سطح الجبل ، وبني عليه منازل كثيرة في دولة الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن الملك العزيز أعز الله أنصاره ، وقيل إن منبت خشب الشربين بحلب كان ببانقوسا ، وهو خشب السرو ، ومنه كانت تعمل السقوف بحلب ، (١٦٣ ـ و) والسقوف في آدر حلب القديمة والأنجاف من خشب الشربين ، ويدل على ذلك وصف الصّنوبري حلب بكثرة السّرو كما في قوله في القصيدة الهائية التي يأتي ذكرها في باب مدح حلب إن شاء الله.
أي حسن ما حوته |
|
حلب أو ما حواها |
سروها الداني كما تد |
|
نو فتاة لفتاها |
وفيها :
بانقوساها بهابا |
|
هى المباهي حيث باها (٢) |
وأخبرنا قاضي العسكر أبو عبد الله محمد بن يوسف بن الخضر قال : كانت حلب من أكثر المدن شجرا ، فأفنى شجرها وقوع الخلف بين سيف الدوله بن حمدان وبين الإخشيد أبي بكر محمد بن طغج ، فإن الإخشيد كان ينزل على حلب
__________________
(١) ذكرها ياقوت في معجمه ورسمها بالالف الممدودة.
(٢) ديوانه ، ٥٠٥ ـ ٥٠٨ ، وفيه حين باها.