البحرية والعمالة إلا وهو ينقاد الى قوله ، ويقر له بالبصر والحذق مما هو عليه من الديانة والجهاد القديم فيه. (١).
وأنبأنا الاخوان أبو محمد عبد الرحمن بن عبد الله ، وأبو العباس أحمد الاسديان قالا : أخبرنا أبو طاهر السلفي إذنا عن أحمد بن محمد بن الآبنوسي قال : ذكر أبو الحسين بن المنادي في كتاب الحافظ لمعارف (١٥٦ ـ ظ) حركات الشمس والقمر والنجوم ، وأوصاف الافلاك ، والأقاليم وأسماء بلدانها قال : حدثني هرون بن علي بن الحكم المزوق قال : حدثنا علي بن داود القنطري قال : حدثنا محمد بن عبد العزيز الرملي قال : حدثنا محمد بن شعيب بن شابور قال : حدثنا عمر بن يزيد المنقري قال : في الكتاب الذي تنبأ عليه هرون عليه السلام ان بحرنا هذا خليج من فنطس وفنطس خلفه محيط بالارض كريا فهو عنده كعين على سيف البحر ، ومن خلفه الاصم محيط بالارض كلها ، ففنطس ومادونه عنده كعين على سيف البحر ، ومن خلفه المظلم محيط بالارض كلها ، فالاصم ومادونه عنده كعين على سيف البحر ومن خلفه الماس محيط بالارض كلها ، فالمظلم ومادونه عنده كعين على سيف البحر ومن خلفه الباكي ، وهو ماء عذب أمره الله تبارك وتعالى أن يرتفع ، فأراد أن يستجمع ، فزجره ، فهو باك يستغفر الله ، محيط بالارض كلها ، فالماس ومادونه عنده كعين على سيف البحر ، ومن خلفه العرش محيط بالدنيا كلها ، فالباكي ومادونه عنده كعين على سيف البحر.
قال ابن المنادي : ثم بلغنا بعد ذلك أن البحر المعروف بفنطس من وراء قسطنطينية يجيء من بحر الخزر وعرض فوهته ستة أميال ، فاذا بلغ أندس صار هنالك بين جبلين وضاق حتى يكون عرضه غلوة سهم ، وبين أندس هذه وبين
__________________
(١) انظر مروج الذهب ، ط. القاهرة ١٩٥٨ ، ١ ـ ١١٨ ـ ١٢٩ ، وهناك الكثير من الاختلاف وخاصة من حيث اعطاء التفاصيل والاستطراد بسرد الحكايا والاساطير.