باب في ذكر العاصي وهو نهر أنطاكية وحماه
وذكر البردان وهو نهر طرسوس
وهما نهران كبيران مشهوران يصبان في البحر الشامي ، فأما نهر البردان فإنه يخرج من بلد الروم ، ويمتد إلى طرسوس ، ثم يصب في البحر ، وتجري فيه السفن ، ويشق وسط مدينة طرسوس ، وماؤه موصوف بشدة البرد في الصيف.
أنبأنا أبو القاسم بن رواحة الأنصاري عن الحافظ أبي طاهر الأصبهاني عن أحمد ابن محمد الآبنوسي قال : أخبرنا عن أبي الحسين بن المنادي قال : ومخرج البردان نهر طرسوس من طرف بلاد الروم على دعوة من طرسوس ، ثم يصب في البحر الشامي على خمسة أميال من طرسوس ، وهو شديد البرودة في الصيف ، فاتر في الشتاء.
وقد ذكرت في باب الفرات أنه وقع إلى رسالة في ذكر الدنيا وما فيها من الأقاليم والجبال والأنهار وقال فيها : والمشهور من هذه الأنهار الكبار اثنا عشر نهرا ، وهي الدجلة والفرات والنيل ، وجيحون ، ونهر الشاش ، وسيحان ، وجيحان ، ونهر بردان ، ومهران ، ونهر الرسّ ، ونهر الملك ونهر الأهواز. وجميع هذه الأنهار تجري فيها السفن.
قال : وأما سيحان وجيحان وبردان ، فانهن أنهار طرسوس وأذنه والمصيصة ، تخرج من بلد الروم ، ثم تغيص في البحر ، وكذلك سائر أنهار الشام جميعها إلّا بردى (١٥١ ـ ظ) والأردن.
وهذا غير مسلّم لصاحب الرسالة فإن في أنهار الشام عدة أنهر تصب في