عسكر قط إلّا زعزعته ، وتجالد العسكران بالسيوف ، وحمل المرقال وهو يقول :
أعور يبغي أهله محلّا |
|
قد عالج الحياة حتى ملّا |
لا بد أن يقتل أو يفلّا (١) |
وأخبرنا أبو الحسن علي بن محمود بن أحمد اجازة قال : أنبأنا أبو محمد عبد الله بن أحمد قال : أخبرنا أبو الحسين بن الفراء قال : أخبرنا أبو طاهر الباقلاني قال : أخبرنا أبو علي بن شاذان قال : حدثنا أبو الحسن بن ننجاب قال : حدثنا ابراهيم بن الحسين قال : حدثنا يحيى بن سليمان حدثني نصر بن مزاحم قال : حدثني عمرو بن شمر عن جابر الجعفي عن أبي جعفر محمد بن علي وزيد بن الحسن بن علي ، ورجل منهم آخر قد سماه ، قالوا : استعمل علي على مقدمته الأشتر النخعي ثم سار في خمسين ومائة ألف ، وسار اليه معاوية في نحو من ذلك من أهل الشام ، واستعمل على مقدمته أبا الأعور السلمي سفيان بن عمرو حتى توافقا بقناصرين الى جانب صفين ، فأتى الأشتر وأبو الأعور قد سبقه الى المعسكر وكان الأشتر في أربعة آلاف من مستنصري أهل العراق ، فأزالوا أبا الأعور عن معسكره ، وأقبل معاوية في جمع الفيلق ، فلما رأى ذلك (١١٧ ـ ظ) الأشتر انحاز الى علي ، وغلب معاوية ، وأقبل معاوية على الماء وحال بين أهل العراق وبينه ، وأقبل علي حتى اذا أراد المعسكر حالوا بينه وبين الماء.
وقال ابراهيم بن الحسين حدثنا يحيى قال : حدثنا نصر بن مزاحم قال : حدثنا عمر ـ يعني ابن سعد الأسدي ـ في اسناده الأول ـ يعني عن رجل من الانصار عن الحارث بن حصيرة عن أبي الكنود وعن غيره ـ أن عليا أقبل يومئذ يطلب موضعا لمعسكره ، وأمن الناس فوضعوا أثقالهم ، وهم مائة ألف أو يزيدون ، فلما
__________________
(١) نفس المصدر ٣٧١.