وحكى لي والدي رحمه الله أن نور الدين كان على حصارها ، فسمعنا بحلب أنها قد فتحت ، وكان ذلك في ساعة من نهار ، ولم نتحقق الخبر فوقع كتاب نور الدين على جناح طائر بأنها فتحت في تلك الساعة التي أخبر بفتحها فيها.
وكان محمود بن نصر بن صالح (٩٣ ـ و) أمير حلب قد ولى فيها أبا محمد عبد الله بن محمد الخفاجي الحلبي ، فعصى بها ، فاحتال محمود حتى سمه فمات بها ، وسنذكر القصة في ترجمة أبي محمد الخفاجي (١).
وقال أبو عبد الله محمد بن نصر بن صغير القيسراني ، وقد اجتاز بعزاز ، فرأى فيها نساء الفرنج ؛ وأجازها لنا شيخنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي عنه ، (٢) وقرأتها بخطه في ديوان شعره :
أين عزّي من روحتي بعزاز |
|
وجوازي على الظّباء الجوازي |
واليعافير ساحبات الغفافي |
|
ر علينا كالرّبرب المجتاز |
بعيون كالمرهفات المواضي |
|
وقدود مثل القنا الهزهاز |
ونحور تقلّدت بثغور |
|
ريقها ذوب سكر الأهواز |
ووجوه لها نبوّة حسن |
|
غير أن الإعجاز في الأعجاز |
كل خمصانة ثنت طرف الزتّار |
|
من سرة على هرّاز |
ذات خصر يكاد يخفى على الفا |
|
رس منه مواقع المهماز |
لاحظتني فانقضّ منها على قلبي |
|
طرف له قوادم باز |
وسبتني لها ذوائب شعر |
|
عقدتها تاجا على ابراز |
من معيني على بنات بني الأ |
|
صفر غزوا فإنني اليوم غاز |
__________________
(١) لم يصلنا المجلد الذي يحوي ترجمة الخفاجي ، وقد أورد ابن العديم قصة مقتله في زبدة الحلب ٢ / ٣٦ ـ ٤٠.
(٢) من شعراء الخريدة ، انظر ـ قسم شعراء الشام ـ ١ / ١٥٦.