(٨٤ ـ ظ) قبل أن ينفذوا ، ثم ولي الرشيد رحمة الله عليه الخلافة فأمر ببنائها وتحصينها وشحنتها ، واقطاع مقاتلتها المساكن والقطائع.
قال : وقال غير الواقدي : أناخ بطريق من عظماء بطارقة الروم في جمع كثيف على مدينة الحدث حتى بنيت ، وكان بناؤها بلبن قد حمل بعضها على بعض ، وأضر به الثلوج ، فهرب عاملها ومن فيها ، ودخلها العدو فحرق مسجدها وأخربها ، واحتمل أمتعة أهلها ، فبناها الرشيد حين استخلف (١).
قال : وحدثني بعض أهل منبج قال : حدثني شيخ لنا أن الرشيد رحمة الله عليه كتب الى محمد بن ابراهيم باقراره على عمله ، فجرى أمر مدينة الحدث من قبل الرشيد على يده ثم عزله.
وقيل : ان المهدي بنى الحدث لمنام رآه ، أنبأنا عبد اللطيف بن يوسف بن علي عن أبي الفتح بن البطي عن أبي عبد الله الحميدي قال : أخبرنا غرس النعمة أبو الحسن محمد بن هلال بن المحسن بن ابراهيم الصابئ قال : وذكر الرئيس أبو الحسن رضي الله عنه يعني والده هلال بن المحسن في كتاب المنامات الذي صنفه قال : ذكر أبو بكر بن دقة مولى بني هاشم قال : لما عزم المهدي على الخروج الى قنسرين والعواصم رأى في منامه كأن آتيا أتاه وقال له : انك تمضي الى مدينة يقال لها منبج ، وهناك شيخ كبير له ثمانون سنة يؤذن في بعض المساجد ، فادع به واضرب رقبته ، واذا خرجت من هذه المدينة فسترى آثار خطوط فابن عليها مدينة وسمها الحدث.
قال : فلما وصل المهدي الى منبج وحضره أهلها سألهم وقال : هل عندكم شيخ كبير مؤذن؟ قالوا : نعم عندنا شيخ له مائة سنة وأربع سنين يؤذن منها ثمانين
__________________
(١) فتوح البلدان ، ١٩٣ ـ ١٩٥.