وقال سعيد بن كثيرّ بن عفير في تاريخه كانت سنة اثنتين وستين ومائة ، كان فيها خروج الروم على مرعش فخرجت شيئا كثيرا (١).
قلت : وخرب الروم مرعش كما ذكرناه فبناها سيف الدولة أبو الحسن علي ابن عبد الله بن حمدان ، وجاء الدمستق ليمنع من بنائها ، فقصده سيف الدولة ، فولى هاربا ، وتمم سيف الدولة عمارة مرعش. وفي ذلك يقول المتنبي :
أتى مرعشا يستقرب البعد مقبلا |
|
وأدبر إذا أقبلت يستبعد القربا |
فأضحت كأن السور من فوق بدؤه |
|
إلى الأرض قد شق الكواكب والتربا |
تصدّ الرياح الهوج عنها مخافة |
|
وتفزع فيها الطير أن تلقط الحبّا |
وتردي الجياد الجرد فوق جبالها |
|
وقد ندف الصّنبّر في طرقها العطبا |
كفى عجبا أن يعجب الناس أنه بنى |
|
مرعشا تبّا لآرائهم تبّا |
وما الفرق ما بين الأنام وبينه |
|
إذا حذر المحذور واستصعب الصعبا؟ (٢) |
***
__________________
(١) كان سعيد بن عفير قاضيا للديار المصرية ، روى عن مالك والليث ، وكان فقيها نسابة أخباريا شاعرا كثير الاطلاع ، ولد سنة ست وأربعين ومائة ومات سنة ست وعشرين ومائتين. انظر حسن المحاضره للسيوطي ـ ط. القاهرة ١٣٢٧ ه ، ١ / ١٢٣ ـ ٤ ، النجوم الزاهرة ٢ / ٢٤٨ ، الاعلان بالتوبيخ للسخاوي ـ ط. بغداد ١٩٦٣ ، ٦٤٦ ، ٦٨٥.
(٢) ديوانه ٣٢٠ ـ ٣٢١.