رحمه الله عددها ستة آلاف حمار ، قد رتبها لخدمة الكراع ينقل لها القصيل (١) في حينه ، والقضيم والعلوفات في سائر الاوقات ، وسألته عن عدد هذا الكراع الذي قد رتبت هذه الحمير لخدمته ، فذكر أن المشرف على قضيم جميع الكراع يستوفي كل ليلة قضيما لثمانين ألف رأس ، من ذلك ثلاثون ألف جمل ، وأربعة وعشرون ألف بغل (٧٠ ـ و) وعشرون ألف فرس وستة آلاف حمار.
فهذان رجلان من أمراء الاسلام وصفنا ظاهر نعم الله عليهما ، والجهاد معطل والثغر يباب لا أنيس به خاو من القرآن ، خال من الأذان.
مدارس آيات خلت من تلاوة |
|
ومنزل وحي مقفر العرصات |
فمن قتيل أو جريح ، وعفير من أهلها طريح ، وهارب طامح ، ومتحيز الى وطن نازح ، ومفتون في دينه ، ومغلوب على ملك يمينه ، قد استبيحت منازلهم بجميع ما كانت تحويه الا ما نقله السائر عنها على ظهره بحسب قوته إن كان ذا طاقة لشيء من حمله ، أو على ذي أربعة ان كان واحدا له أو أعوانه ان وجد عونا ، «فلكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه» (٢) ، لا يعرج على سواه ولا يعود بعد الى مثواه بذلك سبق فيهم علم الله المكنون الغامض المصون ، «لا يسأل عما يفعل وهم يسألون» (٣).
وقرأت بخط أبي عمرو في كتابه : وجرى من اعتياد الروم طرسوس ما اقتضت الصورة إخراج وفد الى مصر والعراق يستصرخون ويطلبون المدد ، ورسم أبو الحسن ابن الفياض بوفادة مصر ، ووفد أبو بكر الاصبهاني الاسكاف ، وأبو علي
__________________
(١) القصيل هو الشعير يجز أخضر لعلف الدواب.
(٢) القرآن الكريم ، سورة عبس الآية : ٣٧.
(٣) القرآن الكريم ، سورة الانبياء الآية : ٢٣.