وكان من موالي المعتز وشرابيا لابنه عبد الله بن المعتز ، وسنذكر ترجمته في كتابنا هذا إن شاء الله تعالى.
ومما نقلته من خط أبي عمرو عثمان بن عبد الله الطرسوسي : حدثني أبو نصر محمد بن أحمد بن الحمّال
قال : حدثني ابن عطيّة قال : أحصينا سنة تسعين ومائتين سكك طرسوس فوجدناها ألفي سكة نافذة ومسدودة ، وأحصينا الدور فوجدناها أربعة (٦٤ ـ و) وثلاثين ألف دار اقتضى التقدير أن يكون ثلثاها للعزّاب أهل البلدان ، حتى لا يعرف من عمائر الإسلام بلد إلا ولهم بطرسوس دار أو داران ، حتى أهل قم ؛ وثلثها للمتأهلين بها ملكا لأربابها أو وقفا عليهم.
قلت : ووقفت على كتاب وقف كتبه جد جدي زهير بن هرون بن أبي جرادة بحصة من ملكه بأورم الكبرى من ضياع حلب (١) ، على أن تستغل ويشتري من مغلها فرس تكون مقيمة بثغر طرسوس بدار السبيل المعروفة بزهير بن الحارث ، ويقام لها العلوف وأجرة من يخدمها ، ويقام عليها فارس يكون مقيما بالدار المذكورة يجاهد عليها عن زهير بن هرون ، وما فضل من المغل يعد لنائبة إن لحقت هذه الفرس.
وقد ذكر هذه الدار أبو عمرو الطرسوسي وقال : وهذه الدار بيوت سفالي وإصطبلات ومخازن وعلالي ؛ فأما الحوانيت فهي وقف على سبعة أفراس تكون في مربط هذه الدار بسروجها وآلاتها وجلالاتها ، ويقام بقضيمها ونعالها ومساميرها وأجرة بياطرتها وأجرة ساستها ، وقد رسمت هذه الأفراس السبعة كل فرس منها بقائد من قواد طرسوس ، متى نودي بنفير أو غزو قاد السائس فرسا برسم
__________________
(١) ما تزال تحمل الاسم نفسه ، ويصلها الآن بحلب طريق مزفت وترابي طوله ١٨ كم ، التقسيمات الادارية ، ٣٠٨.