عبد العزيز هدمه بالكلية ، فلما عرف المصلحة في تركه ، تركه وبنى مسجدا جامعا للمسلمين من ناحية كفر بيا ، ثم بنى هشام ربض الحصن ، ثم بنى مروان بن محمد الخصوص من الناحية الشرقية ، لقلة من يعم المدينة بالسكنى ، فيكون ساكنوا الخصوص مستيقظين لأنفسهم ، وجعل عليه خندقا وحائطا ، وكثروا في أيام السفاح ، ثم ازدادوا في أيام المنصور ، فرأى أن يجدد عمارة المصيصة ويسكنها الناس لأنهم كثروا ، فبنى المدينة على الوجه الذي نقلناه ، فلهذا نسب بناء المدينة إليه ، وكثر الناس بعد ذلك ، فاحتيج في أيام الرشيد إلى بناء كفر بيا ، ولم يكن لها سور ، فبنى المأمون لكفر بيا سورا ، فلهذا نسب بناؤها إليه ، والله أعلم.
***