وقرأت في كتاب وقع إليّ بالقاهرة في جماهير أنساب اليمن وأسماء ملوكها ، قال أبو القاسم الحسن بن علي الكوفي حدثنا أبو سليمان داود بن عبد الله اليماني الصنعاني قال : حدثنا أحمد بن القاسم قال : حدثنا الفضل بن العباس الأنصاري عن أبيه قال : أتي معاوية بن أبي سفيان بشيخ كبير قد سقط حاجباه على عينيه من الكبر ، فما ينظر إلا ما رفع باليد ، قال : ما اسمك؟ قال : عبيد بن شريه (١) ، قال : المني؟ قال : الجرهمي ، قال : وهل بقي من جرهم أحد؟ قال : أنا من بقيتهم ، قال : فسأله عن مسائل ذكرها ، إلى أن ذكر له ولد يافث بن نوح ، فقال : يافث (٥٠ ـ ظ) بن نوح ولد سبعة ذكور منهم جومر بن يافث ، ومأجوج بن يافث وماذي بن يافث ، وياوان بن يافث ، وثوبان بن يافث ، وماشج بن يافث وتيراس بن يافث.
قال : وولد ياوان بن يافث أياس ، والمصّيصة وطرسوس ، وأذنه ، والروم من ولد هؤلاء ، وحلّوا بلادهم ، فعرفت بأسمائهم على تخوم الروم ، طرسوس وأذنه والمصّيصة وأياس.
وقد ذكر في التوراة ولد ياوان كما ذكرناه.
وقال الحسن بن أحمد المهلبي العزيزي في كتاب المسالك والممالك الذي وضعه للعزيز المستولي على مصر ، وذكر المصيصة : فكانت تسمى بغداد الصغيرة لأنها كانت جانبين على النهر ، وكان بها من أهلها فتيان فرسان ظرفاء شجعان.
قال : فأما خاصيات الثغر فإنه كان يعمل بالبلد الفراء المصّيصية ، تحمل إلى الآفاق ، وربما بلغ الفرو منها ثلاثين دينارا ، ويعمل بها عيدان السروج التي يبالغ
__________________
(١) نشر في سنة ١٣٤٧ ه في حيدر أباد الدكن كتاب اسمه أخبار عبيد مع كتاب آخر اسمه التيجان في ملوك حمير ، ويحوي كتاب أخبار عبيد المادة التي ينقلها ابن العديم هنا وفي أماكن أخرى ، لكن هناك خلاف في السياق والتفاصيل.