الأعظم ، وبها أخلاط من الناس من العرب والعجم ، وبها منازل وقصور لعبد الملك ابن صالح بن علي الهاشمي.
(قلت) : قوله «وهي على الفرات» خطأ ، لكن جسر منبج على الفرات.
وقيل إن عياض بن غنم فتح منبج صلحا على مثل صلح حلب.
وذكر البلاذري قال : ولم تزل قنسّرين وانطاكية ومنبج وذواتها جندا ، فلما استخلف هرون بن المهدي أفرد قنسّرين بكورها فصير ذلك جندا (٣٣ ـ ظ) واحدا ، وأفرد منبج ودلوك ورعبان وقورس وأنطاكية وتيزين ، وسماها العواصم ، لأن المسلمين يعتصمون بها ، فتعصمهم وتمنعهم إذا انصرفوا من عدوهم وخرجوا من الثغور ، وجعل مدينة العواصم منبج ، فسكنها عبد الملك بن صالح ابن علي في سنة ثلاث وسبعين ومائه ، وبنى بها أبنيته. (١)
وذكر قدامه في كتاب الخراج نحوا من ذلك.
وقرأت في كتاب ابن حوقل النصيبي : مدينة منبج ، وهي خصبه كثيرة الأسواق قديمة عظيمة الآثار ، وهي ذات سور أزلي رومي ، وبقربها أيضا مدينة صنجه ، وهي مدينة صغيرة ، بقربها قنطره حجاره تعرف بقنطره صنجه ، ليس على الإسلام أعجب بناء منها ، يقال أنها من عجائب الزمان.
قال : وجسر منبج مدينة صغيرة لها زرع سقي ومباخس ، وماؤها من الفرات ، حصينة ، وزروعها سقي ، نزهة ذات مياه وأشجار ، وهي قريبة من الفرات ، وقد قاربت أن تختل وتخرب. (٢)
قال البلاذري في كتاب البلدان : وقرية جسر منبج ، ولم يكن الجسر يومئذ ،
__________________
(١) فتوح البلدان ، ١٣٨.
(٢) صورة الأرض ، ١٦٦.