فإنّ الله تعالى قد تكفّل لي بالشّام وأهله».
فكان أبو إدريس إذا حدّث بهذا الحديث التفت إلى ابن عامر فقال : من تكفّل الله به فلا ضيعة عليه.
هذا حديث حسن (١) مسلسل من طريقنا الثاني بالدمشقيين في جميع رجاله ، وقد دخلتها ، وكذا نزلها ابن حوالة رضياللهعنه.
أخرجه الطبراني (٢) أيضا عن أبي زرعة ، عن أبي مسهر على البدلية.
وهو عند ابن حبان في «صحيحه»(٣) من حديث الوليد بن مزيد ، والحاكم في «مستدركه»(٤) وقال : صحيح الإسناد من حديث بشر بن بكر. كلاهما عن سعيد بن عبد العزيز ؛ لكنهما قالا : عن «مكحول»بدل «ربيعة»وهكذا رواه عقبة بن علقمة عن سعيد (٥) ، والظاهر أنه سمعه منهما فقد رواه الوليد بن مسلم (٦) ، عن سعيد عنهما
__________________
(١) قال ابن أبي حاتم : «سألت أبي عن حديث رواه إبراهيم بن شيبان ، عن يونس بن ميسرة بن حلبس ، عن أبي إدريس ، عن عبد الله بن حوالة. عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «يجندون أجنادا»؟ قال : هو صحيح حسن غريب»ا ه. «العلل»١ / ٣٣٧.
وقال النووي والجعبري : «حديث حسن مشهور»زاد الجعبري : مناسب.
(٢) رقم (٣٣٧).
(٣) (٧٣٠٦).
(٤) ٤ / ٥١٠ ووافقه الذهبي.
(٥) رواه أبو القاسم الحنائي في «فوائده»٦ / ١٥ ومن طريقه ابن عساكر من «تاريخ دمشق»١ / ٥٧.
قال الحافظ النخشبي في «تخريجه لفوائد الحنائي»بعد أن ذكر الاختلاف على سعيد بن عبد العزيز : وحديث سعيد بن عبد العزيز أقرب إلى الصواب إن شاء الله تعالى.
(٦) وروايته عند الفسوي في «المعرفة والتاريخ»٢ / ٣٠٢ قال : حدثني صفوان ، حدثنا الوليد ، ثنا سعيد به.
والوليد هذا هو : ابن مسلم الدمشقي. وأما ما ذهب إليه الشيخ شعيب الأرناؤوط في تعليقه على «صحيح ابن حبان»(٧٣٠٦) من أنه ابن مزيد ففيه نظر ، وبيان ذلك من وجوه : ١ ـ صفوان هذا هو : ابن صالح الدمشقي ، وهو معروف بالرواية عن الوليد بن مسلم الدمشقي لا الوليد بن مزيد البيروتي ؛ أضف إلى هذا أنه قد صرح باسم أبي الوليد في حديث قبل هذا عند الفسوي نفسه ٢ / ٢٩٨.