البلد الثالث :
المدينة (١)
وهي التي إليها هاجر الرسول ، وبها قبره الشريف المشتمل على كلّ خير منقول ، والثابت في شريف السنة أن ما بينه (٢) وبين منبره روضة من رياض الجنة ، وفي تربتها وحيطانها وهوائها من الرّائحة الطيبة ما لا يتناهى ؛ ولذا كان طابة وطيبة والمطيّبة من أسمائها ؛ ليطابق ذلك مسمّاها ، وهي محروسة عن الأعور الدجال (٣) ، ومأنوسة على ممرّ الأيام والليال ، من أحدث فيها حدثا أو
__________________
(١) انظر «تاريخ المدينة المنورة»لابن شبة ، و «مثير العزم الساكن إلى أشرف الأماكن»لابن الجوزي ، و «الدرة الثمينة في تاريخ المدينة»لابن النجار ، و «تاريخ المدينة»لقطب الدين الحنفي ، و «تاريخ مكة والمدينة»لابن الضياء المكي ، و «خلاصة الوفا بأخبار دار المصطفى»للسمهودي ، و «معجم البلدان»لياقوت الحموي ٥ / ٨٢ ، و «مراصد الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع»لصفي الدين البغدادي ٣ / ١٢٤٧ ، و «الجواهر الثمينة في محاسن المدينة»للحسيني ، و «التاريخ الشامل للمدينة المنورة»للدكتور عبد الباسط بدر ، و «الروض المعطار في خبر الأقطار»صفحة (٦١٧) ، و «الأحاديث الواردة في فضائل المدينة»للدكتور صالح الرفاعي.
(٢) قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ عليه رحمة الله ـ : والثابت عنه صلىاللهعليهوسلم أنه قال : «ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة»هذا هو الثابت في «الصحيح»؛ ولكن بعضهم رواه بالمعنى فقال : «قبري»وهو صلىاللهعليهوسلم حين قال هذا القول لم يكن قد قبر بعد ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ ولهذا لم يحتج بهذا أحد من الصحابة ؛ إنما تنازعوا في موضع دفنه ، ولو كان هذا عندهم لكان نصا في محل النزاع ، ولكن دفن في حجرة عائشة في الموضع الذي مات فيه ، بأبي هو وأمي صلوات الله عليه وسلامه. ا ه «التوسل والوسيلة»صفحة ٨٤.
وبنحو هذا قال العلامة الألباني ـ رحمهالله تعالى وطيّب ثراه ـ في «ظلال الجنة»صفحة (٣٢٦). وانظر «الأحاديث الواردة في فضائل المدينة»للدكتور صالح الرفاعي صفحة (٤٥٦).
(٣) كما في الحديث الذي رواه البخاري (١٨٨١) ، ومسلم (٢٩٤٣) عن أنس مرفوعا : «ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال ؛ إلا مكة والمدينة ، وليس نقب من أنقابها إلا عليه الملائكة صافّين ـ ـ