وأيضا فمعرفة مخرج الأحاديث النبويات ، وهي كونها مكية ، مدنية ، شامية ، عراقية ؛ من الضروريات ، فأحببت اقتفاء أثرهم فيه ، والاكتفاء بتقليدهم فيما أبرزت البعض من فوائده بالتوجيه ، وخرّجت من كلّ بلد ، أو قرية ، أو محلّة من الأماكن التي دخلتها في الرحلة ، مما بلغ بحمد الله بالتعيين ؛ الثمانين ، عن واحد ممن عنه كتبت ، ومنه استفدت ، حديثا ، أو خبرا ، أو حكاية ، أو شعرا ، مرتّبا للأماكن على حروف المعجم ، مقرّبا تعريف ما لعلّه منها يستعجم ، آتيا في غضون ذلك بفوائد ، روايا الكثير من عيون الزوائد ، جعله الله خالصا لوجهه ، بعيدا عن الرياء وشبهه ، إنه قريب مجيب.
***
__________________
وقال الترمذي : هذا الحديث أحسن شيء روي في هذا الباب.
وقال الطحاوي : إسناده مستقيم غير مضطرب بخلاف حديث بسرة.
وصححه أيضا ابن حبان ، والطبراني ، وابن حزم. وضعفه الشافعي ، وأبو حاتم ، وأبو زرعة ، والدار قطني ، والبيهقي ، وابن الجوزي.
انظر الكلام على هذا الحديث في «الإمام»لابن دقيق العيد ١ / ٢٦٩ فما بعدها ، و «نصب الراية»١ / ٦٠ ـ ٦١ ، و «التلخيص الحبير»١ / ١٢٥.
وأما حديث بسرة فقد أسهب الإمام الدار قطني في الكلام عليه في «العلل»بما يزيد على خمس عشرة ورقة ، من ج ٥ / ق ١٩٧ / ب إلى ج ٥ / ق ٢١٢ / أ، وانظر «الإمام»١ / ٢٨٠ فما بعدها.