وبالجملة فهما متقاربتان ، وعسقلان هي الأصل في قديم الزمان ، وهي المدينة ، فحيث قال الشافعي : غزّة فقط أراد القرية ، أو عسقلان فقط أراد المدينة. وممن سمع بها شيخنا ، وشيخه ، وخلق. ولها فخر بأحد نوّابها سنجر الجاولي (١) شارح «مسند الشافعي»، وأحد من وقع لنا «المسند»من طريقه ، وأحد شيوخ العراقي ، وغيره من شيوخ شيوخنا ، وصاحب الجامع المأنوس الذي بظاهرها ، وبداخلها عدة جوامع ومدارس منها : مدرسة جدّدها سلطان
__________________
رواه ابن أبي حاتم في «آداب الشافعي ومناقبه»(٢٢ ـ ٢٣) ، والبيهقي في «مناقب الشافعي»١ / ٧٤ ، والخطيب في «تاريخ بغداد»٢ / ٥٩. قال الحافظ ابن حجر في «توالي التأسيس»(٥١) : وسنده صحيح كالشمس.
الثالثة : أنه ولد باليمن.
رواه ابن أبي حاتم في «آداب الشافعي»(٢١ ـ ٢٢) ، والبيهقي في «مناقب الشافعي»١ / ٧٣ ، والخطيب في «تاريخ بغداد»٢ / ٥٩.
قال الحافظ ابن كثير ـ رحمهالله ـ في «مناقب الشافعي»(٦٧) : قال شيخنا الحافظ أبو عبد الله الذهبي : قوله «باليمن»غلط ؛ إلا أن يريد به القبيلة ، وهذا محتمل ؛ لكن خلاف الظاهر. ا ه.
وقال البيهقي : كذا ورد في هذه الرواية باليمن ، والأول [أي بغزة] أصح.
وقال أيضا : والذي يدل عليه سائر الروايات من ولادته بغزة ، ثم حمله منها إلى عسقلان ، ثم إلى مكة أشهر والله أعلم. ا ه.
وقال الحافظ ابن حجر في «توالي التأسيس»(٥٢) بعد ذكره لكلام الذهبي : «سبقه إلى نحو ذلك البيهقي في «المدخل»وهو محتمل ، أو وهم أحمد بن عبد الرحمن في قوله : «ولدت»وإنما أراد «نشأت».
فالذي يجمع الأقوال : أنه ولد بغزة عسقلان ، ولما بلغ سنتين حولته أمه إلى الحجاز ، ودخلت به إلى قومها وهم من أهل اليمن لأنها كانت أزدية ، فنزلت عندهم ، فلما بلغ عشرا خافت على نسبه الشريف أن ينسى ويضيع فحولته إلى مكة»ا. ه.
وانظر «مناقب الشافعي»لابن الأثير (٧٠ ـ ٧٥) ، و «مناقب الشافعي»لابن كثير (٦٥ ـ ٦٩) مع التعليق عليهما.
(١) انظر ترجمته في «طبقات السبكي»١٠ / ٤١ ، و «الدرر الكامنة»٢ / ١٧٠ ـ ١٧٢ ، و «شذرات الذهب»٨ / ٢٤٧ ـ ٢٤٨.