«ولذلك ؛ فلم يكن من المستغرب أن تروج عندهم وثنيات الموالد والأعياد ؛ التي أوحاها شياطين الجنّ إلى شياطين الإنس ـ في الجاهلية الأولى والثانية ـ لعبادة الموتى من دون الله باسم الإسلام ، ولا من العجب أن تعظّم وتقدّس في نفوسهم القباب ، والمقاصير ، والمشاهد ومشيّدوها ؛ فيثنى عليهم أطيب الثناء ، فكان من ثمرات ذلك ـ ولابدّ ـ : أن تموت عقيدة التّوحيد الإسلامية من القلوب ، فتموت القلوب بموتها ، وأن تشيع الخرافات ، وتتحكّم البدع المحدثات ..»إلى آخر كلامه.
٢ ـ ظهر لي من خلال عملي في هذا الكتاب أنّ المصنّف ـ رحمهالله ـ ربّما تسمّح في تقوية بعض الأحاديث بتعدّد طرقها ، مع أنّ هذه الطرق ـ عند التحقيق ـ لا تصلح للتقوية ، إما لنكارتها ، أو شدة ضعفها.
فقد حسّن حديث : «مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح في قوم نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلّف عنها هلك ، ومثل باب حطّة في بني إسرائيل».
والحديث مرويّ عن أربعة من الصحابة (١) :
١ ـ أبي ذر ـ رضياللهعنه ـ وله عنه ثلاثة طرق :
الأولى : مدارها على عبد الله بن داهر ؛ وهو متروك.
الثانية : مدارها على مفضّل بن صالح ؛ وهو واه ، ضعّفه غير واحد من الأئمة.
الثالثة : مدارها على الحسن بن أبي جعفر ؛ وهو متروك ـ كما قال المصنف ـ ، وقد اختلف عليه أيضا.
٢ ـ ابن عباس ـ رضياللهعنهما ـ ومدارها على الحسن بن أبي جعفر نفسه.
٣ ـ أبي سعيد الخدري ـ رضياللهعنه ـ ومدارها على جماعة غير معروفين.
__________________
(١) انظر تفصيل ذلك في صفحة (١٨٦) من كتابنا هذا.