وليس كذلك ؛ بل في الباب عن ابن عباس (١) ، وابن الزبير (٢) ، وأبي سعيد الخدري (٣) ـ رضياللهعنهم ـ وبعضها يقوّي بعضا ولذلك حسنته (٤).
__________________
(١) حديث ابن عباس رواه الحسن بن أبي جعفر ـ الذي سبق ذكره في حديث أبي ذر ـ واختلف عليه فيه ؛ فرواه الطبراني في «الكبير»٣ / ٤٦ رقم (٢٦٣٨) ، والبزار ٣ / ٢٢٢ رقم (٢٦١٥) «كشف الأستار»، وأبو نعيم في «الحلية»٤ / ٣٠٦ ، والقضاعي في «مسند الشهاب»(١٣٤٢) ، من طريقه عن أبي الصهباء ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس به.
ورواه ابن عدي في «الكامل»٣ / ١٣٧ (ترجمة الحسن) من طريقه عن عمرو بن مالك ، عن أبي الجوزاء ، عن ابن عباس به.
وسبق أنه روي عنه ، عن علي بن زيد ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي ذر.
فتبين أن حديث ابن عباس لا يصلح شاهدا ؛ لأن مداره على الحسن بن أبي جعفر.
(٢) رواه البزار ٣ / (٢٦١٣) / كشف الأستار ، و ٢ / ٣٣٣ / مختصر زوائد البزار ، قال : حدثنا يحيى بن معلى ، ثنا ابن أبي مريم ، ثنا ابن لهيعة ، عن أبي الأسود ، عن عامر بن عبد الله بن الزبير ، عن أبيه به مرفوعا.
قال البزار : لم نسمعه بهذا الإسناد إلا من يحيى.
قال الهيثمي : فيه ابن لهيعة وهو لين. «مجمع الزوائد»٩ / ١٦٨.
(٣) رواه الطبراني في «الصغير»٢ / ٨٥ (٨٢٥) ، وفي «الأوسط»(٥٨٧٠) قال : حدثنا محمد بن عبد العزيز بن ربيعة الكلابي ، حدثنا أبي ، حدثنا عبد الرحمن بن أبي حماد المقرىء ، عن أبي سلمة الصائغ ، عن عطية ، عن أبي سعيد الخدري به مرفوعا. وفي آخره «مثل باب حطة في بني إسرائيل من دخله غفر له».
ورواه الشجري في «الأمالي»صفحة (١٥٤) من طريق عبد العزيز بن ربيعة به.
قال الهيثمي : فيه جماعة لم أعرفهم «مجمع الزوائد»٩ / ١٦٨.
وعطية هذا هو ابن سعد بن جنادة العوفي ، ضعيف الحديث كان يدلس تدليسا قبيحا. قال ابن حبان : سمع من أبي سعيد الخدري أحاديث ، فلما مات أبو سعيد جعل يجالس الكلبي ويحضر قصصه ، فإذا قال الكلبي : قال رسول الله كذا ، فيحفظه ، وكناه أبا سعيد ، ويروي عنه ، فإذا قيل له : من حدثك بهذا؟ فيقول : حدثني أبو سعيد ، فيتوهمون أنه يريد أبا سعيد الخدري وإنما أراد به الكلبي ، فلا يحل الاحتجاج به ، ولا كتابة حديثه إلا على جهة التعجب. «المجروحين»٢ / ١٧٦.
انظر لبيان تدليس عطية «شرح علل الترمذي»٢ / ٦٩٠ ـ ٦٩١ و «السلسلة الضعيفة»١ / ٨٤ ـ ٨٦. ومع ضعف عطية وتدليسه فهو شيعي ..
(٤) وهذا فيه تسمّح من المؤلف ـ رحمهالله ـ وبيان ذلك : ـ ـ