أخرجه أحمد (١) عن هوذة ، فوافقناه فيه بعلو. وقد اتفق الشيخان (٢) عليه من غير هذا الوجه عن أبي هريرة.
وأخبرني أبو الحسن عن شيخيه سماعا قالا : أنا البدر أبو عبد الله الفارقي ، أنا الإمام الشمس أبو بكر بن عبد الواحد المقدسي الحنبلي ، أنا أبو منصور البندنيجيّ ، عن أبي المظفر عبد الملك بن علي الهمداني ، أنا أبو جعفر محمد بن أبي علي ، أنا أبو بكر محمد بن يحيى المزكي ، أنا محمد بن الحسين الصوفي قال : سمعت أبا عبد الله محمد بن العباس العصمي يقول : سمعت أبا محمد الدّيناري يقول : حدثني أبو جعفر بن شاكر الحافظ ، حدثني محمد بن الحسين البرجلاني (٣) ، حدثني محمد بن عبد الله الخراساني قال : دخلت على أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق وقد أهدي له جام من بلور أبيض ، فيه ساقات من اللوزبنق ، معمول بنشاستق الفالوذق ، محشوا باللوز المفرك ، مخلطا بالمسك الفارد ، مغلى بالعسل الماذي ، مذرورا عليه الطبرزد ، مندى بالماورد الجوري ، إذا قلعته من الجام سمعت له صوتا مثل المطرقة على السندان ، إذا مسسته بيدك سمعت له صريرا كصرير النعل السندل ، فإذا أدخلته إلى فيك سمعت له نشيشا كنشيش الحديد إذا أخرجته من النار وطرحته في الماء البارد.
قال : فأخذ واحدة فأكلها ولم يطعمني ، ثم أخذ ثانية فأكلها ولم يطعمني ، ثم أخذ ثالثة فأكلها ولم يطعمني ؛ فقلت : (إِنَّ إِلهَكُمْ لَواحِدٌ) [الصافات : ٤] فأخذ واحدة فأطعمنيها. فقلت : (ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُما فِي الْغارِ) [التوبة : ٤٠] فأطعمني أخرى. فقلت : (فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِ) [البقرة : ١٩٦] فأطعمني أخرى.
__________________
(١) ٢ / ٣٩٥.
(٢) البخاري (١٨٩٤) / أطرافه ، ومسلم (١١٥١).
(٣) كذا ضبط من الأصل : بفتح الموحدة. وضبطه السمعاني في «الأنساب»٢ / ١٣٩ بضم الموحدة.