البلد الثاني والعشرون :
الجيزة (١)
وهي بكسر الجيم ، ثم تحتانية بعدها زاي. قديمة على شاطىء النيل الغربي تجاه مصر ، فيها عدّة مساجد ، أبهجها المدرسة الخروبيّة ؛ المضافة للمؤيد شيخ (٢) ؛ بل وفيها مسجد عمريّ ـ فيما قيل ـ وليس ببعيد ، فقد نزلتها همدان ومن والاها حين فتحت مصر ، وكتب عمر إلى عمرو بن العاص ـ رضياللهعنهما ـ : كيف رضيت أن تفرّق أصحابك ، ويكون بينك وبينهم بحر لا تدري ما يفجؤهم ، فلعلك لا تقدر على غياثهم حتى ينزل بهم ما تكره ، فاجمعهم إليك ؛ فإن أبوا وأعجبهم موضعهم فابن عليهم من فيء المسلمين حصنا. ففعل وكان الفراغ من بنائه في سنة اثنتين (٣) وعشرين (٤).
ولها في يوم الأحد سوق حافل. وقد انتسب إليها خلق كثيرون حصّلت منهم جملة. ويقال : إنّ كعب الأحبار مدفون بها ، وإن مسجدا منها كان فيه التابوت الذي قذفت به أمّ موسى عليهالسلام في النيل وهو فيه ، إلى غير ذلك من المآثر كمعبد ذي النون.
والحديث المرويّ فيها بلفظ : «الجيزة روضة من رياض الجنة»لا يصحّ (٥).
__________________
(١) انظر : «معجم البلدان»٢ / ٢٠٠ ، و «مراصد الاطلاع»١ / ٣٦٧.
(٢) كذا في الأصل. وانظر «المواعظ والاعتبار»للمقريزي ٢ / ٣٦٨ ـ ٣٧٠.
(٣) في الأصل : اثنين.
(٤) انظر : «فتوح مصر والمغرب»لابن عبد الحكم صفحة (١٥٥ ـ ١٥٦).
(٥) قال المصنف في «المقاصد الحسنة»رقم (١٧٨) : قال شيخنا : هو كذب موضوع ، وهو في نسخة نبيط الموضوعة.
وانظر «الأسرار المرفوعة»للقاري رقم (١٥٨).