ثمّ رجعنا إلى حديث جابر ـ رضي الله عنه ـ :
قال : فقال ـ يعني : أبا أمامة ـ رضي الله عنه ـ : رويدا يا أهل يثرب ، إنّا لم نضرب إليه أكباد المطيّ إلّا ونحن نعلم أنّه رسول الله صلّى الله عليه وسلم ، وإنّ إخراجه اليوم مفارقة العرب كافة / وقتل خياركم ، وأن تعضّكم السيوف ، فإمّا أنتم قوم تصبرون عليها إذا مسّتكم ، وقتل خياركم ، ومفارقة العرب كافة ، فخذوه ، وأجركم على الله ، وامّا أنتم تخافون على أنفسكم خيفة ، فذروه فهو أعذر لكم عند الله. فقالوا : يا سعد أمط عنه يدك ، فو الله لا نذر هذه البيعة ولا نستقيلها. قال : فقمنا إليه رجلا رجلا يأخذ علينا بشرط العباس ـ رضي الله عنه ـ ويعطينا على ذلك الجنّة.
٢٥٤١ ـ وحدّثني عبد الملك بن محمد ، عن زياد بن عبد الله ، قال : قال ابن اسحاق : حدّثني محمد بن أبي أمامة بن [سهل](١) ابن حنيف ، عن أبيه ، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك ، قال : كنت مع أبي كعب بن مالك حين ذهب بصره ، وكنت إذا خرجت معه إلى الجمعة [فسمع](٢) الأذان صلى [على](٣) أبي أمامة أسعد بن زرارة ، قال : فمكث على ذلك حينا لا يسمع الأذان للجمعة إلّا صلى عليه واستغفر له. قال : فقلت في نفسي : إنّ هذا يعجزني أن لا أسأله؟ ما له إذا سمع الأذان بالجمعة صلّى على أبي أمامة أسعد بن زرارة؟ قال : فخرجت به يوم الجمعة كما كنا نخرج ،
__________________
٢٥٤١ ـ إسناده حسن.
رواه ابن هشام في السيرة ٢ / ٧٧ ، والحاكم ٣ / ١٨٧ كلاهما من طريق : ابن اسحاق ، به.
(١) في الأصل (سهيل).
(٢) زدتها من المستدرك.
(٣) في الأصل (فصلى) والتصويب من السيرة.