وبئر آل شوذب ، كانت على باب المسجد ، عند باب آل شيبة ، فدخلت في المسجد الحرام حين وسّعه المهدي في خلافته ، وهي في الزيادة الأولى التي كان وليها جعفر بن سليمان في سنة إحدى وستين ومائة.
وشوذب : مولى لمعاوية ـ رضي الله عنه ـ (١).
والبرود : بفخّ ، أسفل من شعب المبيّضة حفرها خراش بن أمية ، محرّش ، ويقال : محرّش الكعبي فيما يقولون ، ولها يقول الشاعر :
بين البرود وبين بلدح نلتقي (٢)
وبئر بكّار بذي طوى ، عند ممادر بكّار. وبكّار رجل من أهل العراق كان يسكن مكة (٣).
__________________
(١) الأزرقي ٢ / ٢٢٥ ، والبلاذري ص : ٦٨.
(٢) الأزرقي ٢ / ٢٢٦ ، والبلاذري ص : ٦٨. والبرود في الأصل : هو الجبل الذي قتل عنده الحسن بن علي بن الحسين بن حسن بن علي بن أبي طالب ، يوم فخّ ، ويعرف اليوم ب (جبل الشهيد) وهو يشرف على حيّ الشهداء من الغرب ، وهناك خمس آبار قديمة لا زالت قائمة على يسار الذاهب إلى التنعيم يشرف عليها جبل البرود ، إثنتان منها لا زالت أمانة العاصمة تضخّ منهما المياه ، واحدها يقال له : بئر الكردي ، وثلاثة منها معطّلة ، فيها مياه آسنة ، ولم أستطع أن أجزم أيّها هو البرود.
وهناك برود آخر في مجتمع طريق حجّاج العراق ونجد ـ سابقا ـ تقع اليوم على يمين الذاهب من الطريق المزفّت إلى الجعرانة ، قبل الجعرانة بخمسة كيلومترات تقريبا ، وتبعد عن طريق الجعرانة أكثر من كيلو متر واحد شرقا ، يسلك إليها من طريق ترابي. وهناك في ـ هذا الموضع بئر عظيمة ، وقفت عليها ، وبقربها حياض واسعة ، وآثار سدود ، وقنوات للمياه ، تصل بين هذه الحياض وبين مجرى عين يذهب حتى يلتقي مع مجرى عين زبيدة الآتي من المشاش ، عند الريع الأخضر. وقد أشار الفاكهي إلى نحو ذلك فيما تقدّم. والبئر وصفها ابراهيم رفعت في مرآة الحرمين ١ / ٣٧٠ حيث قال (والبئر مطوية بالحجارة المنحوتة ، قطرها ستة أمتار ، وعمقها اثنا عشر مترا ، ماؤها عذب ، لا يزيد ارتفاعه في قاعه عن خمسين سنتيما) قلت : عندما وقفت عليها رأيت ماءها ثرّا ، وقد غطّيت البئر بألواح من الحديد ، وأقيمت عليها مضخّة مياه ، وبنيت عندها حجرة صغيرة لهذه المضخّة ، وقد كان معي الشريف محمد بن فوزان ـ رحمه الله ـ يوم وقفت على هذه البئر.
وقد وهم الأستاذ ملحس عندما جعل بئر البرود التي ذكرها الأزرقي والفاكهي هنا هي : البردان ، فقد أبعد ـ رحمه الله ـ في ذلك كل البعد ، فالبردان عين بأعلى نخلة اليمانية (المضيق) اليوم ، وليست كما حدّدها الفاكهي بفخّ.
(٣) بئر بكّار : موضعها في الحفاير اليوم ، وثنية الحزنة : هي (ريع الحفاير) الآن ، وسيذكر الفاكهي