خرجوا وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ كثير بالمدينة والشام والعراق. وأزواجه يومئذ أحياء ، والله ان خرج منهم ذكر ولا انثى حرورياً قط ، ولا رضوا الذي هم عليه. بل كانوا يحدثون يعيب رسول الله اياهم. ونعته الذي نعتهم به ، وكانوا يبغضونهم بقلوبهم ، ويعادونهم بألسنتهم ، وتشتد والله عليهم أيديهم اذا لقوهم ، ولعمري لو كان أمر الخوارج هدى لاجتمع ، ولكنه كان ضلالاً فتفرق ، وكذلك الأمر واذا كان من عند غير الله وجدت فيه اختلافاً كثيراً فقد ألاصوا ـ أي أرادوا وحاولوا رواجه ـ هذا الأمر منذ زمان طويل فهل أفلحوا فيه يوماً أو نجحوا؟ ياسبحان الله : كيف لا يعتبر آخر هؤلاء القوم بأولهم؟ لو ـ كانوا على هدى لأظهره الله وأفلحه ونصره ، ولكنهم كانوا على باطل أكذبه الله وأدحضه ، فهم كما رأيتهم. كلما خرج لهم قرن أدحض الله حجتهم. وأكذب أحدوثتهم ، واهراق دماءهم ، وان كتموا كان قرحاً في قلوبهم ، وغماً عليه. وان أظهروه أهرق الله دماءهم ، ذاكم والله دين سوء فاجتنبوه ، والله ان اليهودية لبدعة ، وان النصرانية لبدعة ، وان الحرورية لبدعة ، وان السبئية لبدعة ما نزل بهن كتاب ولا سنهن نبي.
ولقد وردت فيهم أحاديث كثيرة عن النبي (ص) ذكرت