يتحقق فيه الجامع عند السبك مما يصحح العطف عندهم حتى فى الجملتين اللتين لفظ إحداهما خبر ولفظ الأخرى إنشاء ، فأحرى الشرطية وغيرها ، ولا يخفى تحقق الجامع بما ذكر من التأويل ؛ لأن الغرض من سوقهما بيان ما يكون نزول الملك سببا له فقد اشتركتا فى هذا المعنى وإن كان الصحيح ما أفادته الثانية فى نفس الأمر وكقوله تعالى فى عكس هذا (فَإِذا جاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ)(١) فإن جملة (لا يَسْتَقْدِمُونَ) كما تقدم معطوفة على الجملة الأولى بشرطها وجوابها لا على خصوص الجواب من حيث هو جواب ، إذ يصير التقدير فإذا جاء أجلهم لا يستقدمون ، ومعلوم أن هذا لا يراد ، وقد تقدم أن العطف فى هذا على الجواب لكن مع تقدير الشرط من جملة المتعلقات التى فى حيزه ، فكأنه قيل لا يستأخرون عند الأجل ولا يتقدمون عليه قطعا ، وقد تقدم الجواب عن إفادة التقديم الاشتراك فى القيد ، ولا يخفى الجامع بين هاتين ، وقيل إنه معطوف على الجواب من حيث إنه جواب وأنه مقيد بالشرط ، والغرض تأكيد عدم الاستئخار عند الأجل ، حيث سوى بينه وبين المعلوم وهو عدم التقديم.
__________________
(١) الأعراف : ٣٤.