عندها به ولم نشترط كونه صورة تدرك بالخيال بعد الحس المشترك ، بل يكون خياليا ، ولو كان عقليا بكونه كليا أو وهميا بكونه جزئيا لا يدرك بالحواس ، والوهمى بما يحتال بسببه الوهم فى الجمع عندها ، ولم نشترط كونه مدركا بالوهم بأن يكون جزئيا غير محسوس ، بل يصح أن يكون عقليا بأن يكون كليا مثلا أو خياليا بأن يكون صورة كسائر الصور الحسية ، وبذلك التفسير يندفع ما يقال من أن تماثل شيء معين لشيء معين وتضايفه له ليس مما يدرك بالعقل ، لاختصاصه بالكليات كما تقدم وقد جعل التماثل والتضايف مطلقا جامعين عقليين وكذا التضاد بين الضدين والشبيهين بهما ، ومرجع ذلك إلى الحس ، فالبياض والسواد مثلا حسيان وكذا الشبيهان بالمثلين ، كالبياض والصفرة حسيان ، فحق الجمع بذلك أن يكون خياليا ، وكذا التقارن عقلى إذ لا يحس فحقه أن يكون عقليا أو وهميا ووجه الاندفاع أن المراد بالجوامع فى هذه القوى ما تتوصل به كل قوة إلى الجمع عند المفكرة لا ما يدرك بتلك بالخصوص وهو ظاهر ، غير أنه يرد عليه أن يقال التوصل إلى الجمع إنما يكون بإدراك المتوصل به وكيف تتوصل قوة من تلك القوى إلى جمع المتعاطفات بشيء لا يدرك بها ، والجواب أن هذه القوى لا يختص إدراكها بما اختصت به ، بل تدرك غيره أيضا لكن بعد أن تأخذه عن السابق إليه وهو قوته المختصة بإدراكه أولا ، ولذلك يحكم العقل على الجزئيات ، ويحكم الوهم على الكليات أو الحسيات ، ويحكم الخيال على المعانى بعد تصوير الوهم إياها بصور المحسوسات ، والحكم على الشيء فرع تصوره ، فالجامع العقلى على هذا ما يقتضى بسببه العقل الجمع ولو سبق إليه الوهم لكونه مدركا له بالخصوص أولا فأخذه منه العقل ، والجامع الوهمى ما يحتال بسببه الوهم ولو سبق إليه الخيال لكونه مخصوص الإدراك به أولا أم سبق إليه العقل لكونه كذلك بالنسبة إليه ثم أخذه الوهم من أحدهما ، والجامع الخيالى هو ما يتعلق بالصور الخيالية ولو كان عقليا أو وهميا فى أصله ، ولا يخفى أن هذا الجواب يخالف ظاهر ما قرر الحكماء فى مدركات تلك القوى. وقد استشعر بعض الناس هذا البحث باعتبار الجامع الوهمى فقال إن الضدين حسيان ، وكذا الشبيهان بهما ، فكيف يجعلان وهميين ، بل حقهما أن يكونا خياليين ، وهذا البحث عند