(منه) أى : من الاستئناف الذى نحن بصدده (ما) أى : استئناف (يأتى) أى يجيء (بإعادة) أى مع إعادة (اسم ما استؤنف عنه) أى : أوقع الاستئناف عنه فقوله : استؤنف مبنى للمجهول والنائب هو المجرور وحذف المفعول الذى له الأصالة بالنيابة اختصارا لظهور المراد والأصل استؤنف الحديث عنه ، ولما حذف نزل الفعل كاللازم فأنيب المجرور أو المصدر المفهوم من استؤنف كما قررنا بتأويل استؤنف بأوقع ، وذلك نحو قولك لمخاطب قد أحسن إلى زيد (أحسنت إلى زيد زيد حقيق بالإحسان) فقولك له أحسنت إلى زيد يستشعر منه السؤال وهو إن قدر السؤال من المخاطب وهل زيد حقيق بالإحسان ، أم لا؟ وهذا السؤال من المخاطب يجوز أن يكون على ظاهره إذ لا يلزم من الإحسان العلم بالاستحقاق وأن يكون امتحانا (١) فيه العجز ، لا الصدر. ولم يذكر المصنف حذف عجز الاستئناف فانظره.
حذف الاستئناف كله
(وقد يحذف الاستئناف كله) أى جملة الاستئناف بأسرها ، فلا يبقى منها صدر ولا عجز ويكون الفصل بين المحذوفة وما قبلها ، وهو ترك العطف تقديريا وإنما قلنا كذلك لأن الفصل الحقيقى إنما يكون بين الملفوظين ، ثم الاستئناف المحذوف كله على قسمين لأنه (إما) أن يكون حذفه (مع قيام شيء) آخر (مقامه) أى مقام ذلك الاستئناف المحذوف ، لكونه يدل على ذلك المحذوف. (نحو) قوله يهجو بنى أسد فى انتمائهم لقريش وادعائهم أنهم إخوتهم.
(زعمتم أن إخوتكم قريش |
لهم إلف وليس لكم إلاف) (٢) |
وبعده.
أولئك أومنوا جوعا وخوفا |
وقد جاعت بنو أسد وخافوا |
__________________
(١) كذا جاء السياق في المطبوع دون التعرض للحديث عن صدر الاستئناف وحذفه ، في حين تحدث عنه كل من العلامة سعد الدين التفتازانى في شرح السعد على التخليص ، وبهاء الدين السبكى في عروس الأفراح ، وكذلك العلامة الدسوقى في حاشيته على السعد ، فلعل سقطا وقع من الناسخ ، أو سهوا حدث للمصنف ـ رحمهالله.
(٢) البيت لمساور بن هند بن قيس بن زهير فى لسان العرب (ألف) وتاج العروس (ألف) وشرح ديوان الحماسة للمرزوقى ص (١٤٤٩) ، وبلا نسبة فى تهذيب اللغة (٥ / ٣٧٩).