نخصّك بالعبادة والاستعانة ، وفى : (لَإِلَى اللهِ تُحْشَرُونَ)(١) معناه : إليه لا إلى غيره.
ويفيد فى الجميع ـ وراء التخصيص ـ اهتماما بالمقدّم ؛ ولهذا يقدّر فى (باسم الله) مؤخّرا.
وأورد : (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ)(٢) :
وأجيب : بأنّ الأهمّ فيه القراءة ، وبأنّه متعلّق ب (اقرأ) الثانى ، ومعنى الأول : أوجد القراءة.
(٤٠٥) وتقديم بعض معمولاته على بعض لأنّ أصله التقديم ، ولا مقتضى للعدول عنه ؛ كالفاعل فى نحو : «ضرب زيد عمرا» ، والمفعول الأوّل فى نحو : «اعطيت زيدا درهما» . أو لأنّ ذكره أهمّ ؛ كقولك : «قتل الخارجىّ» فلان. أو لأنّ فى التأخير إخلالا ببيان المعنى ؛ نحو : (وَقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ)(٣) فإنه لو أخّر (مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ*) عن قوله : (يَكْتُمُ إِيمانَهُ) ـ لتوهّم أنه من صلة (يكتم) ؛ فلا يفهم أنه منهم.
أو بالتناسب ؛ كرعاية الفاصلة ؛ نحو : (فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسى)(٤).
القصر
(٤٠٨) القصر (٥) : حقيقيّ (٦) ، وغير حقيقيّ (٧) وكل منهما نوعان : قصر الموصوف على (٨) الصفة ، وقصر الصفة على الموصوف (٩) ـ والمراد (١٠) : المعنويّة (١١) ، لا النعت (١٢) ـ :
__________________
(١) آل عمران : ١٥٨.
(٢) العلق : ١.
(٣) غافر : ٢٨.
(٤) طه : ٦٧.
(٥) هو تخصيص شيء بشيء بطريق مخصوص.
(٦) أى : بحسب الحقيقة وفى نفس الأمر بألا يتجاوزه إلى غيره أصلا.
(٧) أى : بحسب الإضافة إلى شيء آخر بألا يتجاوز إلى ذلك الشيء ، وإن أمكن أن يتجاوزه إلى شيء آخر فى الجملة.
(٨) وهو ألا يتجاوز الموصوف تلك الصفة إلى صفة أخرى ، لكن يجوز أن تكون تلك الصفة لموصوف آخر.
(٩) وهو ألا تتجاوز تلك الصفة ذلك الموصوف إلى موصوف آخر ، لكن يجوز أن يكون لذلك الموصوف صفات أخرى.
(١٠) أى : بالصفة هنا.
(١١) وهى المعنى القائم بالغير.
(١٢) وهو التابع الذى يدل على معنى فى متبوعه غير الشمول.